2018年7月31日,中心理事长、专家委员会主任李成文大使在《今日中国》阿文版(《الصين اليوم》)发表文章《حماية المصالح المشتركة وبناء المصير المشترك》。全文如下:
حماية المصالح المشتركة وبناء المصير المشترك
عقد الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني- العربي في العاشر من يوليو 2018 في بكين، بحضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح و21 ممثلا من الدول العربية وأمين عام جامعة الدول العربية، وألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابا هاما في مراسم افتتاح الاجتماع. عقد الاجتماع تحت عنوان: التشارك في بناء الحزام والطريق وتعزيز التنمية السلمية، وأنجز نتائج مثمرة، الأمر الذي يرمز إلى أن الصين والدول العربية ستتعاون في بناء رابطة المصير المشترك للبشرية وتتطور جنبا إلى جنب.
يشهد العالم حاليا تطورات وإصلاحات وتعديلات ضخمة، في ظل مرحلة جديدة من الثورة الصناعية والتكنولوجية وتعمق الترابط والتبادل التدريجي بين كل دول العالم وتسارع إصلاحات نظام الحوكمة العالمي والنظام الدولي، مع أن السلام والتنمية ما زال تيار العصر. وفي الوقت نفسه، ي. في ظل تزايد التحديات التي تواجه العالم وتغير الأوضاع العالمية فإن حماية المصالح المشتركة وبناء المصير المشترك يجب أن يكون خيارا مشتركا للجانبين الصيني والعربي.
أولا، المصالح المشتركة لدى الجانبين الصيني والعربي تتجسد في مجالات أوسع في الوضع الجديد. ينبغي أن يكون بناء رابطة المصير المشترك للبشرية اختيارا مشتركا لدى الصين والدول العربية.
إن الصين والدول العربية دول نامية. والجانبان معا يحتلان ثُمن اقتصاد العالم وسُدس مساحة العالم ورُبع عدد سكان العالم. دخلت الصين عصرا جديدا للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، في حين تشهد الدول العربية مرحلة هامة من التطورات الاجتماعية والتحولات الاقتصادية، ما يوفر أساسا قوييا لمشاركة الجانبين الصيني والعربي في بناء رابطة المصير المشترك للبشرية. في المجال السياسي، ظلت الصين تقدم تأييدا ثابتا للدول العربية في حماية السيادة الوطنية واختيار طريق التنمية المناسب لها، كما تدعم الأمة العربية في قضايا العادلة، وخاصة دعم الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة لإقامة دولته، بينما تتمسك الدول العربية مبدأ صين واحدة وتؤيد الصين في قضايا شينجيانغ والتبت وغيرها من القضايا المتعلقة بمصالح الصين الجوهرية. أما في المجال الاقتصادي، فقد حقق الطرفان الصيني والعربي التكامل في مجالات الطاقة والتجارة وحجم الإنتاج، ولديهما آفاق واسعة للتعاون في مجالات بناء المنشآت الأساسية والعلوم والتكنولوجيا والشؤون المالية وتربية الأكفاء. وفي مجال الحوكمة الوطنية، تواجههما مسؤوليات تحسين معيشة الشعب وضمان التوظيف وتحسين الخدمات العامة. وبالنسبة إلى الشؤون الدولية، يدعو الجانبان إلى الحفاظ على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وحماية العدالة والمساواة في العالم ومصالح الدول النامية، ويشجعان على دفع تعدد الأقطاب والحرية التجارية وحل النزاعات من خلال الحوار والأساليب السليمة. وفي الشؤون الإقليمية، يدعو الجانبان إلى حل القضايا الساخنة بالسبل السياسية ويعارضان التدخل الخارجي، ويعملان لدفع السلام والاستقرار الإقليميين. إن التشارك الصيني العربي في بناء رابطة المصير المشترك للبشرية، يساعد على توسيع المصالح المشتركة بين الجانبين ودفع العلاقات الصينية- العربية إلى عصر جديد.
يعد ما طرحه الرئيس شي جين بينغ من مفهوم بناء نمط جديد للعلاقات الدولية وبناء رابطة المصير المشترك للبشرية، دليلا لتطوير العلاقات الصينية- العربية في العصر الجديد. إن بناء عالم جميل نظيف يسوده السلام الدائم والأمن والازدهار المشترك والتسامح تطلع مشترك للبشرية، ويتفق مع المصالح المشتركة للجانبين الصيني والعربي. إن بناء نمط جديد للعلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والمساواة والعدالة وتبادل المنفعة والفوز المشترك هو الطريق الحتمي لبناء رابطة المصير المشترك للبشرية. تتعرض الدول العربية لاضطرابات بسبب الحروب منذ سنوات، وتتطلع بحماسة إلى تحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط وتوفير حياة سعيدة مستقرة لشعوب الشرق الأوسط، فتدعو إلى استعادة حقوق الشعب الفلسطيني ومنها إقامة دولته المستقلة، وتسعى للحاق بتيار التطور العالمي للتخلص من الفقر والتخلف. لا يمكن تحقيق السلام الدائم في العالم في ظل عدم الاستقرار في الشرق الأوسط. ولا يمكن تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط إلا بالتمسك بالازدهار المشترك والانفتاح والتسامح. الصين، باعتبارها أكبر دولة نامية في العالم، تحتاج إلى بيئة سلام عالمي طويل المدى لتحقيق نهضة أمتها، وتتمنى أن يحقق الشرق الأوسط سلاما واستقرارا في أسرع وقت ممكن. الصين والدول العربية صديقان يتبادلان الدعم والتأييد منذ زمن طويل، والآن تحتاجان إلى التقدم يدا بيد والإمساك بمصيرهما بأيديهما والتشارك في خلق مستقبل جميل.
ثانيا، شريكان طبيعيان لبناء رابطة المصير المشترك للبشرية
حققت العلاقات الصينية- العربية تقدما كبيرا بفضل الجهود التي بذلها الطرفان في السنوات الماضية. إن تبادل زيارات كبار المسؤولين بكثافة يساهم في تعزيز العلاقات الثنائية وتحديد اتجاه التعاون. فحتى الآن، تم تأسيس علاقات الشراكة الإستراتيجية بين الصين وعشر دول عربية، وقد أسست معظم الدول العربية آلية التشاور السياسي مع وزارة الخارجية الصينية. ارتفع الحجم التجاري بين الصين والدول العربية من 2ر15 مليار دولار أمريكي عام 2000 إلى 200 مليار دولار أمريكي في عام 2017، والصين حاليا أكبر شريك تجاري لعشر دول عربية. في عام 2016، بلغ حجم الاستثمار الصيني في الدول العربية 5ر29 مليار دولار أمريكي، وصارت الصين أكبر مستثمر في عدد من الدول العربية. ومع تعاظم التبادلات الإنسانية، تم وضع الخطة السنوية لاتفاقية التعاون الثقافي الثنائي بين الصين و11 دولة عربية. توجد حاليا 150 رحلة طيران بين الصين والدول العربية أسبوعيا، ويبلغ عدد الطلاب العرب الدارسين في الصين حوالي عشرين ألف طالب. التعاون بين الجانبين في مجالي العلوم والتكنولوجيا والطاقة الجديدة يشهد تقدما جديدا أيضا، إذ تم مؤخرا إطلاق القمر الاصطناعي الذي صنعته الصين للجزائر بنجاح، وأجرت الصين التعاون مع خمس دول عربية في مجال الطيران الفضائي، وبدأ تنفيذ مشروع توليد الكهرباء بالفحم النظيف في الإمارات الذي تعهدت الصين بإنشائه. وقد تم تشكيل نمط جديد لشراكة التعاون الإستراتيجي الشامل والمتعدد المجالات بين الجانبين الصيني والعربي، الأمر يرمز إلى دخول العلاقات الصينية- العربية إلى عصر جديد.
منتدى التعاون الصيني- العربي، الذي تأسس عام 2004، قدم منصة هامة لدفع تطوير العلاقات الصينية- العربية، يشمل حاليا الاجتماع الوزاري واجتماع كبار المسؤولين واجتماع رجال الأعمال والحوار السياسي الإستراتيجي واجتماع التعاون في مجال الطاقة والحوار بين الحضارتين واجتماع الصداقة، وغير ذلك من أكثر من عشر آليات تعاون. هذه الآليات تدفع التعاون الودي والبراغماتي إلى الأمام. قدم المنتدى مساهمات في ثلاثة مجالات: الأول، دور الإرشاد. يضع القادة من الطرفاين الصيني والعربي الخطط الإستراتيجية والبرامج التنفيذية الثنائية لتطوير التعاون الصيني العربي وفقا للتوافق المشترك بين الزعماء الصينيين والعرب وإعلان بيان الاجتماع الوزاري وبرامج العمل. وقد اتفق الطرفان على إقامة علاقات التعاون الإستراتيجي القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة، وحددا اتجاه تطور العلاقات الصينية- العربية في المستقبل في الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني- العربي. إن تعميق التبادل بشأن السياسات والإستراتيجيات بين الزعماء، يقدم ضمانا متينا لتطور العلاقات الثنائية؛ الثاني، دور المنصة. صارت آليات المنتدى ناضجة بعد أكثر من عشر سنوات منذ تأسيسه، وبنى المنتدى بذلك جسرا متينا لتعميق التعاون البراغماتي، وعلى سبيل المثال، أن اجتماع رجال الأعمال واجتماع التعاون في مجال الطاقة والحوار بين الحضارتين، كل ذلك جذب مشاركة المزيد من المؤسسات والأكفاء وصار منصة مشهورة للتعاون البراغماتي بين الصين والدول العربية؛ الثالث، دور الابتكار، بدوره النموذجي يدفع المنتدى توقيع سلسلة من المشروعات التعاونية الجديدة بين الجانبين الصيني والعربي، فأقيم منتدى التعاون الصيني- العربي لنظام بيدو للملاحة والأقمار الاصطناعية بمشاركة العديد من الدول العربية، كما أقيمت أربع دورات تدريبية لمركز الدراسات الصيني- العربي للإصلاح والتنمية الذي أعلن تأسيسه الرئيس الصيني شي جين بينغ في إبريل عام 2017، ونال ثناء عاليا وترحيبا حارا من الجانب العربي. تخرجت دفعتان من الطلاب العرب ضمن مشروع إعداد المترجمين من وإلى اللغة الصينية للمواطنين العرب الذي أطلقته الصين.
التشارك في بناء الحزام والطريق بين الصين والدول العربية، يعتبر منصة تجريبية هامة للتشارك بين الجانبين في بناء رابطة المصير المشترك للبشرية. يرجع تاريخ التبادلات الودية بين الجانبين عبر الحزام والطريق إلى زمن طويل، إذ بدأ التبادل بين الجانبين على الحزام والطريق قبل أكثر من ألفي سنة، لم يساعد هذا التبادل على تقديم إسهامات في تطوير التجارة الثنائية وتعميق التبادلات الإنسانية فحسب، وإنما أيضا في بناء جسر هام لتمديد الحزام والطريق إلى أوروبا وأفريقيا. روح طريق الحرير المتمثلة في السلام والتعاون والانفتاح والشمول والتعلم والمنفعة المتبادلة تقدم تجارب ثمينة للتشارك في بناء الحزام والطريق بين الجانبين.
التشارك في بناء الحزام والطريق بين الصين والدول العربية له أساس واسع. أولا، أن الثقة السياسية المتبادلة بين الجانبين متينة، فكل منهما يتخذ الآخر صديقا موثوقا وأخا حميما وشريك تعاون. ثانيا، أن أساس التعاون جيد، إذ إن الدول العربية تتميز بموقع جغرافي ممتاز وموارد وافرة وقوة عمل كبيرة، في حين أن الصين لديها منظومة صناعية شاملة وقوة اقتصادية متعاظمة، وتم تشكيل أساس جيد للتعاون في عدة المجالات. ثالثا، أن أساس الصداقة بين الشعبين جيد، فليس بينهما تاريخ من الإساءة والعداء، وإنما تجمع بينهما الصداقة الودية. أخيرا، هناك رغبة شديدة في التعاون بين الجانبين، يعتبر كل منهما أن التشارك في بناء الحزام والطريق طريق مناسب لفتح آفاق جديد للعلاقات الصينية- العربية.
طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة بناء الحزام والطريق عام 2013، فأحدثت أصداء واسعة. وفي الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني العربي عام 2014، اقترح الرئيس شي جين بينغ التشارك الصيني والعربي في بناء الحزام والطريق، وتشكيل معادلة التعاون 1+2+3، المتمثلة في اتخاذ مجال الطاقة كالمحور الرئيسي ومجالي البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمارات كجناحين و3 مجالات ذات تكنولوجيا متقدمة تشمل الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقة الجديدة كنقاط اختراق. وطرح الرئيس شي جين بينغ في القاهرة عام 2016، إعلاء راية السلام والحوار ومباشرة أعمال تعزز الاستقرار وتدعيم التعديلات الهيكلية ومباشرة الأعمال للتعاون المبدع واتخاذ إجراءات لتعزيز التبادل في مجال الطاقة الإنتاجية من أجل الإسراع بوتيرة العملية الصناعية في الشرق الأوسط، والحث على التواصل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات واتخاذ إجراءات لتعزيز الصداقة. الآن، تم توقيع اتفاقيات تعاون للتشارك في بناء الحزام والطريق بين الصين وتسع دول عربية، وبادرت ست دول عربية بالمشاركة في تأسيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وبدأ تشغيل صندوقين بالتعاون بين الجانبين الصيني والعربي. وقد أرسلت أكثر من 20 دولة عربية مبعوثين لحضور منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي عام 2017، وتم توقيع اتفاقيات فيه بين الجانبين. أما الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني- العربي فقد أعلن عزم الجانبين ومفهومهما وخطتهما للتشارك في بناء الحزام والطريق في العصر الجديد.
ثالثا، أنه قد توصل الجانبان الى التوافق حول تعزيز التعاون في الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني- العربي. إن التطلعات المشتركة والرسالة المشتركة تدل على أن التعاون الصيني- العربي سوف يرتقي إلى مستوى جديد في العصر الجديد.
تحقيق السلام الدائم يتطلب من الجانبين الصيني والعربي تعزيز التنسيق والتعاون على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وتبادل التأييد والدعم في القضايا الهامة المتعلقة بمصالحهما الجوهرية، ودفع إقامة نمط جديد من العلاقات الدولية يقوم على الاحترام المتبادل والمساواة والعدالة والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك والمثابرة على حل القضايا الساخنة في الشرق الأوسط بالطرق السلمية، ودفع تغيير أوضاع الشرق الأوسط من الاضطراب إلى الاستقرار.
تحقيق سيادة الأمن يحتاج إلى التعاون بين الجانبين في مكافحة الإرهاب والتطرف والقضاء على منابع الإرهاب، وتعميق التعاون في الأمن في مجالات الآليات والمعلومات والعلوم والتكنولوجيا لجعل الشرق الأوسط منطقة يسودها السلام وذات بيئة تنمية صحية.
الازدهار المشترك يتطلب من الجانبين تعزيز تبادل الخبرات حول الحوكمة والإدارة وتبادل التأييد، والمثابرة على السير في طريق يتفق مع الأحوال الوطنية وتعزيز تبادل المعلومات في مجال إستراتيجيات التنمية واستكشاف مشروعات جديدة وأساليب جديدة، كما يجب تعزيز التعاون على اساس المنفعة المتبادلة والتكامل وزيادة التعاون في مجالي التجارة والاستثمار، وتوسيع التعاون في مجالات المنشآت الأساسية والملاحة والطيران الفضائي والطاقة وبناء الحدائق الصناعية والعلوم والتكنولوجيا. باب الصين سيفتح بشكل أوسع، وترحب الصين بمشاركة الدول العربية في المعرض الدولي للاستيراد الذي سيقام في نوفمبر هذا العام بالصين، كما ستزيد الصين الاستثمار في الدول العربية لتحقيق الفوز المشترك.
بناء عالم متسامح يتطلب من الجانبين زيادة التعاون في المجالات الإنسانية، ونشر روح طريق الحرير والدعوة إلى الحوار الحضاري ومعارضة التطرف والتمييز الحضاري وتعزيز التبادل بين المثقفين وبين الشباب وتعزيز التعاون التعليمي.
العالم النظيف يُبنى على أساس تعزيز التعاون بين الجانبين في مجال البيئة ورفع نصيب التعاون البيئي بين كافة أوجه التعاون الأخرى، وتبادل الخبرات في تطوير الطاقة النظيفة ومعالجة الصحراء والتكنولوجيا البيئية.
الشعبان الصيني والعربي اللذان شقا طريق الحرير القديم، سيشاركان في بناء رابطة المصير المشترك للبشرية وخلق مستقبل أجمل على الحزام والطريق.
--
لي تشنغ ون، سفير الصين لشؤون منتدى التعاون الصيني- العربي.
文章来源:《الصين اليوم》