ولايات مستقلة : "الحياة والحرية والسعادة"

الناشر:汪倩

تاريخ النشر:
2020-06-06

في الرابع من يوليو عام 1776 تبنى الكونغرس الأمريكي وثيقة إعلان الإستقلال ، وبذلك أصبحت أمريكا ولايات مستقلة عن إستعمار بريطانيا العظمى لها. والجدير بالذكر أن أبرز أهم ملامح هذه الوثيقة هو رفض المظالم الإستعمارية والتأكيد على الحقوق الطبيعية للبشر وأهمها: حق الحياة والحرية والسعي وراء السعادة".

وفي بداية عام 2020 أصاب البشرية وباء كوفيد -19 "كورونا" ، ومازال المجتمع يعاني ولايات هذا الوباء جراء إزدياد أعداد الضحايا والمصابين ، ونتج عن ذلك تبعات سياسية وإقتصادية وإجتماعية وصحية لازال المجتمع الدولي ينظر لها بقلق عميق لما في ذلك من خطر على السلم والأمن الدوليين يهدد المنظومة والبشرية جمعاء.

إجتهدت بعض الدول ومازالت تعمل من أجل تخفيف الأثار المحتملة نتيجة إنتشار هذا الوباء وأهمها حماية الإنسان وتوفير الحياة الكريمة له والحفاظ على حياته ، بل سعت دول متقدمة منها ونعرفها جيدا ً وتربطنا بها علاقة صداقة وإحترام متبادل من أجل مساعدة الأخرين بمد يد العون والمساندة في كافة المستويات من أجل أن ينعم الجميع بالمصير المشترك وهو الإستقرار والتقدم نحو تنمية مستدامة عنوانها "الإنسان".

وفي يناير-كانون الثاني 2020 أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ العالمية وإعتبار كوفيد-19 وباء يهدد البشرية جمعاء ، وعليه قام المجتمع الدولي بإتخاذ كافة الإجراءات الإحترازية وإعلان حالة الطوارئ كل في بلده من أجل الحد من إنتشار هذه الجائحه. فالشكر موصول لهذه المنظمة الدولية التي قامت بتقديم هذه الخطوة وإعطاء معلومات عن هذا الوباء وتقديم المساعدة المالية والطبية للدول المحتاجة لها وخاصة الدول الفقيرة ، ومتابعتها ودعمها  للبحث العلمي الطبي من أجل إيجاد علاج حقيقي للجائحه لكل مجتهد.  وكذلك شكرا ً للدول التي قدمت معلومات عن هذا الوباء لدول أخرى ، وقامت بإرسال المعونات والطواقم الطبية لمساندة دول أخرى ، وقامت برعاية مواطنيها والمقيمين على أراضيها للحفاظ على كرامتهم وحياتهم من جراء إنتشار هذا الوباء ، ولا زالت تسعى من أجل إسعاد وإنقاذ البشرية بإيجاد لقاح لهذا الوباء.

نعم ، إنها "الأمم الأخلاق"  التي تسعى بالعمل والتعاون المشترك نحو المصير المشترك. لقد سطرت العديد من الدول بالتضحيات والصبر على هذا الوباء وما نتج عنه من أثار سلبية على المنظمومة الإجتماعية والإقتصادية ، مواقف إنسانية سيذكرها التاريخ ، حافظت على شعبها ومدت يد العون للأخرين وسعت لإنقاذ حياتهم ، فلتلك الدول كل تقدير وإحترام. وأسمحوا لي أن أعبرعن شكري وتقديري لشعب وقيادة عملت بجهد متواصل وفعال وحافظت على شعبها ومؤسساته في ظل ظروف سياسية وإقتصادية وإجتماعية وصحية معقدة ، هذا الشعب الذي لا زال ينتظر الحرية والسعادة والعيش الكريم وحق تقرير المصير على أرضه الفلسطينية. نعم ، انه الشعب العربي الفلسطيني.

في المقابل ، تفاجئ الجميع بتصرف دول عظمى إعتبرت نفسها عنوان "الحياة والحرية والسعادة" ونموذج في الديمقراطية وحقوق الإنسان. نعم ، إنها الدول التي تجاهلت القانون الدولي بكل مقوماته في العديد من القضايا الدولية والإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني ، إلى جانب التدخل بالشؤون الداخلية للدول وبالتالي عم إحترام سيادة هذه الدول. فلقد شكلت تلك السياسات تناقضا ً مع الكثير من القضايا التي تعتبر ركائز للمفهوم الديمقراطي الحقيقي ، وهذا يعتبر التهديد الحقيقي للمنظومة الإجتماعية والإنسانية بكل مكوناتها لما سيؤدي ذلك إلى إنهيار وحدة المجتمع وبالتالي الفوضى وعدم الإستقرار.

نقول لتلك الدول يجب عليكم إحترام القانون وسيادته ، إحترام الإنسان وحريته ، إحترام الإنسان وقدسيته ، نبذ الكراهية والعنف وتعزيز التسامح ، نبذ العنصرية والهيمنة من طرف ضد طرف ، إحترام الشعوب وحقها في التعبير والحياة والعيش الكريم. كفى هيمنة وظلم وإستعباد ، كفى تسلط وإشاعة الفوضى وسلب للخيرات والثروات ، كفى تدخل في شؤون الدول وأتركو البشرية للتقدم والإزدهار والعيش المشترك لتواجه مصير مشترك في التنمية الحقيقية والحرية وتحقيق العدالة والسعي لسعادة الإنسان. لكل من يعمل من أجل الإنسان كل إحترام وتقدير ، من يعمل من أجل صون قيم ومرتكزات المفهوم الديمقراطي الحقيقي ، من يعمل من أجل مجتمع منفتح على الأخرين ، من يعمل من أجل سيادة القانون الدولي والمحلي لإعطاء الشعوب المظلومة والمقهورة حقوقها في الحرية والتنمية وتقرير المصير وفي المقدمة الشعب الفلسطيني. فنعم لسيادة القانون ولنحافظ على الشرعية الدولية من أجل الإنسان وحقوق الشعوب من أجل مجتمع يسوده تنمية وتطور عنوانه الإنسان أولا ً.

بقلم

علاء الديك

عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني

رام الله - فلسطين