بكين 24 نوفمبر 2024 (شينخوا) في السنوات الأخيرة، واصل التعليم المهني في الصين توسيع دائرة الأصدقاء على الصعيد الدولي وساهم بالحكمة الصينية في التنمية الاقتصادية العالمية وتنمية المواهب المتمكنة، بينما أصبح التعليم المهني في البلاد مجالا جديدا واعدا للتعاون بين الصين والدول العربية.
وأصبحت ورشة لوبان، حيث كان لو بان اسما لحرفي صيني قديم يمتهن الحرف الخشبية، الآن بطاقة العمل الذهبية للتعليم المهني الصيني في الخارج. فبعد ثماني سنوات من التطوير، قامت ورشة لوبان بتنمية مواهب فنية وتقنية للدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق، عبر تعميق دراية تلك المواهب بالتكنولوجيا والتقنيات وتعزيز معرفتها بالحرف اليدوية الصينية.
وفي ورشة لوبان، لا يقوم المعلمون الصينيون بتدريس الطلاب المحليين بشكل مباشر، ولكنهم يدربون المعلمين المحليين أولا. وذكرت لجنة التعليم ببلدية تيانجين في شمالي الصين أن البلاد تقدم على أساس الاعتراف المتبادل تعليما مهنيا عالي الجودة للشركاء الأجانب، ومن ضمنها الدول العربية.
ففي مصر على سبيل المثال، بدأ بناء ورشة لوبان في ديسمبر 2018، وافتتحت في نوفمبر 2020.
وساعد معهد تيانجين التقني للنقل ومعهد تيانجين التقني المهني للصناعات الخفيفة في بناء مركز تدريب ورشة لوبان في كلية الهندسة بجامعة عين شمس والمدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الصيانة بالقاهرة، ما رسخ بناء نظام تعليم مهني يربط بين التعليم المتوسط والعالي، وحقق دمج معايير التعليم المهني الصينية في نظام التعليم الوطني المصري.
وقال يانغ يان، نائب مدير مركز البحوث والترويج لورشة لوبان في تيانجين إنه قد لقي هذا النمط قبول وتقدير العديد من المعلمين والطلاب الأجانب، مضيفا أنه في الوقت الحالي، تم تطوير ما إجماليه 60 تخصصا في 14 فئة رئيسية عبر ورشة لوبان، ودخلت جميعها في نظام التعليم الوطني للبلدان المتعاونة، وتم اعتماد 16 معيارا مهنيا دوليا للمشاريع في تايلاند وكمبوديا وجيبوتي وكينيا وأوغندا من قبل حكومات تلك البلدان.
ومع التنامي المستمر لصادرات مركبات الطاقة الجديدة، ارتفع الطلب على الكفاءات الفنية في المجالات الناشئة، وهو ما يضع أساسا متينا لتوجه التعليم المهني الصيني إلى الخارج.
وفي مايو الماضي، قام مدربون صينيون بإجراء دورات تدريبية تجمع بين الجانبين النظري والتطبيقي في قاعدة تنمية الأكفاء بالسعودية، مما مكن متدربين محليين من رفع قدراتهم على إصلاح السيارات في فترة قصيرة.
هذا وقال أحد المتدربين السعوديين إن المدربين الصينيين متخصصون للغاية وعلموهم كثيرا من المهارات المميزة في إصلاح السيارات، والتي لا يمكن تعلمها من قبل الفنيين المحليين.
من جهته، قال تشو تشوان ده، رئيس جامعة تشونغتشينغ للفنون التطبيقية الصناعية، إن الجامعة أسست قواعد لإعداد الأكفاء في بعض الدول، بما فيها السعودية، حيث قدم أساتذة الجامعة وفنيو شركة تشانغآن للسيارات بشكل مشترك الخدمات التعليمية للمتدربين المحليين، ما ساهم في تقديم دعم فني لأكثر من 500 مرة وتنمية مهارات أكثر من 1300 شخص لدى الشركات الأجنبية.
يذكر أن الصين نفذت أنشطة للتعاون والتبادل التعليمي مع 183 دولة تقيم علاقات دبلوماسية معها، ووقعت اتفاقيات بشأن الاعتراف المتبادل بالدرجات الأكاديمية مع 60 دولة ومنطقة.