بكين 26 أبريل 2019 (شينخوا) أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الجمعة) مجموعة من المقترحات لدفع التنمية العالية الجودة لمبادرة الحزام والطريق في منتدى رئيسي يعتبر على نطاق واسع علامة مهمة في تعزيز التعاون المربح للجميع.
وقال شي في كلمة رئيسية في افتتاح منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي إنه ينبغي على المجتمع الدولي أن يتعاون من أجل وضع "لوحة دقيقة" من مبادرة الحزام والطريق لتعزيز تطويرها عالي الجودة بشكل مستمر من أجل مستقبل مشرق.
التأثير العالمي
حضر هذا الحدث حوالي 5 آلاف مشارك من أكثر من 150 دولة و90 منظمة دولية. وكان من بينهم حوالي 40 من رؤساء الدول والحكومات.
وألقى كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأول لكازاخستان نور سلطان نزارباييف، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس التشيلي بينيرا، ورئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، كلمات خلال الحفل الافتتاحي.
وقال شي إنه ينبغي التمسك بمبدأ التشاور الشامل والإسهام المشترك وتقاسم المنافع، مشددا على المناهج المفتوحة والخضراء والنظيفة، فضلا عن أهداف التنمية المستدامة عالية المستوى التي تحسن الظروف المعيشية.
ولفت شي إلى أن "المبادرة لن تصبح ناديا حصريا."
لقد فتحت المبادرة، التي اقترحها شي في 2013، فضاء جديدا للاقتصاد العالمي بنتائج أفضل من المتوقع. ففي أقل من ست سنوات، امتدت المبادرة من آسيا وأوروبا إلى أفريقيا والأمريكتين وأوقيانوسيا. وإن العمل الجماعي في إطار المبادرة لم يسبق له مثيل في التاريخ.
وقال شي "ينبغي أن ننشئ شراكة ارتباطية عالمية لتحقيق التنمية والازدهار المشتركين". وأضاف "طالما أننا نعمل معا لمساعدة بعضنا البعض، حتى لو فصلت بيننا آلاف الأميال، فسنكون بالتأكيد قادرين على إيجاد طريق يحقق المنفعة المتبادلة والربح للجميع."
وإذ تطرق إلى شواغل الحزام والطريق، أعلن شي سلسلة من التدابير الطموحة والملموسة، بما في ذلك تشييد بنية تحتية تتسم بالجودة العالية والاستدامة والقدرة على مقاومة المخاطر والتسعير المعقول والشمول والإتاحة.
وستتفاوض الصين أيضا وستوقع اتفاقيات تجارة حرة عالية المستوى مع المزيد من الدول وستدعم التبادلات الضخمة للأفراد بين دول الحزام والطريق، وفقا لما قال شي.
وقالت أرانشا غونزاليز، المديرة التنفيذية لمركز التجارة الدولية: "في وقت التوترات التجارية والحمائية المتزايدة، فإن إبقاء الباب مفتوحا أمام التجارة والاستثمار يمثل عامل استقرار للاقتصاد العالمي. وهذا ما يمكن لمبادرة الحزام والطريق أن تمثله."
وقالت كريستين لاغارد، مديرة صندوق النقد الدولي، إن مبادرة الحزام والطريق تعبير مهم عن قيادة الصين في الشؤون الدولية.
ويعتقد الخبراء أن عدد ونوعية نتائج هذا المنتدى سيكونان أكبر وأن المبادرة ستنطلق من ذروة جديدة لضخ زخم أقوى لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
أسطورة القرن الـ21
منذ الأزمة المالية في 2008، ركز العالم على دفع الاقتصاد البطيء إلى دورة نمو جديدة، لكن التعددية ونظام التجارة الحرة واجهتا انتكاسات.
ومنذ بدايتها، حصلت مبادرة الحزام والطريق على تأييد ودعم قويين على نحو غير مسبوق. وأدرجت وثائق مؤسسات دولية رئيسية مثل الأمم المتحدة ومجموعة العشرين، هذه الرؤية، التي تناولتها دراسات مراكز فكرية لمختلف الدول وتقارير مالية من شركات متعددة الجنسيات.
وعلى مدار السنوات الست الماضية، دعم شي المبادرة مرارا من خلال منصات دولية مختلفة. كما زار مواقع مشروعات المبادرة خلال زياراته الخارجية.
وحتى الآن، وقّع أكثر من 150 دولة ومنظمة دولية وثائق تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق مع الصين. ومن 2013 إلى 2018، تجاوز حجم التجارة بين الصين والدول الأخرى المشاركة في المبادرة، 6 تريليونات دولار أمريكي، وتجاوزت استثمارات الصين في الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق 90 مليار دولار.
وبفضل المبادرة، أصبح لدى شرق إفريقيا طريق سريع، وتمتلك المالديف أول جسر يربط بين جزرها، ويمكن لبيلاروسيا إنتاج سيارات الركوب، كما أن عدد قطارات الشحن بين الصين وأوروبا آخذ في الارتفاع. وأصبح ميناء بيريه اليوناني الذي كان متوقفا في السابق، أحد أسرع محطات الحاويات نموا في العالم.
وقال رئيس الوزراء الماليزي مهاتير إن مبادرة الحزام والطريق، مبادرة عظيمة ذات إمكانات هائلة، لن تساعد فقط في التعامل مع اختناقات البنية التحتية والنقل التي تعوق تنمية مختلف البلدان، ولكنها ستساعد أيضا في معالجة مشكلة التنمية غير المتوازنة بين الدول وستعزز الحوار والتبادلات الثقافية.
تنمية محورها الشعب
إن الرؤية الرامية إلى جعل التنمية تتمحور حول الشعب اتبعت خلال عملية بناء الحزام والطريق.
وقد دعا شي في كلمته الرئيسية إلى التركيز على القضاء على الفقر وزيادة فرص العمل وتحسين مستوى معيشة الشعب، حتى يمكن أن تفيد مبادرة الحزام والطريق الشعب بأكمله على نحو أفضل وتحقيق مساهمة ملموسة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية، مع ضمان الاستدامة التجارية والمالية.
وأثبتت الممارسة أن مبادرة الحزام والطريق تتفق مع "الرغبة القوية لشعوب كل الدول من أجل حياة أفضل." وساعدت الصين أوزبكستان على بناء نفق خلال 900 يوم، لتخلق طريقا أقل صعوبة للشعب في منطقة أنديجان النائية للوصول إلى العاصمة. وفي باكستان، أصبح ميناء جوادر الذي كان بعيدا وهادئا يوما ما مزدهرا بالمباني الحضرية، مما وفر فرص عمل جلبت أملا جديدا للحياة. وتضيء أنوار الشارع الآن الشوارع التي كانت مظلمة في كياو بيو في ميانمار.
وعززت الصين التعاون مع الأمم المتحدة في مجالات التنمية الخضراء، ورعاية الأطفال، والتغير المناخي، والزراعة، والصحة، وتقليل الكوارث، ومصادر المياه، وعملت بشكل جاد لتضييق الفجوات الإنمائية.
وبحسب التقرير الأخير الصادر عن المجلس الاستشاري لمنتدى الحزام والطريق، فإن لدى مبادرة الحزام والطريق وأجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة أشياء كثيرة مشتركة مع إمكانية تحقيق التضافر المتبادل بينهما.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إننا "نعتبر مبادرة الحزام والطريق المشروع الأكثر صلة في العالم اليوم، في سياق التعاون الجنوبي-الجنوبي، الذي سيسهم في عولمة أكثر عدلا، وهي الطريق الأفضل للوصول إلى مستقبل ازدهار مشترك بين الدول المختلفة في العالم."
الصين الأكثر انفتاحا
إن مبادرة الحزام والطريق لم تدفع فقط انفتاح الصين وتنميتها، ولكنها خلقت فرصا جديدة لتنمية جميع الدول.
وأعلن شي سلسلة من إجراءات الإصلاح والانفتاح الرئيسية التي ستتخذها الصين وهي: توسيع فرص الاستثمار الأجنبي للوصول إلى السوق، وتعزيز التعاون الدولي في حماية حقوق الملكية الفكرية، وزيادة استيراد المنتجات والخدمات على نطاق أوسع، وتنفيذ تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي الدولي بشكل أكثر فاعلية، وإيلاء أهمية كبيرة على تطبيق سياسات الانفتاح.
وستقيم الصين عددا من مناطق التجارة الحرة التجريبية الجديدة وتعزز حماية الحقوق والمصالح المشروعة لأصحاب الملكية الفكرية الأجانب، وتحظر النقل القسري للتكنولوجيا، وتواصل تخفيض الرسوم الجمركية، وتتجنب انخفاض سعر الصرف الذي يؤدي إلى إلحاق الضرر بالجيران وتنشئ آلية ربط لتطبيق الاتفاقات الدولية، وتتعامل مع كل الشركات والمشغلين بشكل عادل.
كما أعرب عن أمله في أن تستطيع كل الدول في العالم أن تخلق بيئة استثمارية مناسبة، وأن تتعامل مع الشركات الصينية والطلاب والعلماء الصينيين في الخارج على قدم المساواة، وأن توفر بيئة عادلة وودية لتبادلاتهم الدولية العادية والتعاون فيما بينهم.
وقال شي إن "الصين الأكثر انفتاحا ستواصل دمج نفسها في العالم، وتحرز تقدما وازدهارا أعظم لكل من الصين والعالم بأسره."
وأوضح رئيس غرفة التجارة الصينية-الإيطالية دافيد كوشينو الذي يحضر المنتدى أنه يتعين ألا يشك أحد بشأن إيجابية فكرة مبادرة الحزام والطريق وأن هناك مناقشة محتدمة في أوروبا حول كيفية الانضمام لمبادرة الحزام والطريق. و"عاجلا أم أجلا، ستحتضن كل الدول المبادرة."
المصدر: وكالة شينخوا