بكين 27 إبريل 2019 (شينخوا) ينطلق معرض بكين الدولي للبستنة 2019 تحت عنوان "عش حياة خضراء، عش حياة أفضل"، في الـ29 من إبريل الجاري في حي يانتشينغ شمالي العاصمة الصينية بكين حيث يعد أكبر معارض البستنة في العالم ومن المتوقع أن يحظى بزيارة أكثر من 16 مليون زائر.
يصف الكثيرون هذا المعرض، الذي سيستمر 162 يوما، بأنه حديقة تضم مائة حديقة ووليمة ثقافية كبيرة وموسوعة شاملة للحياة النباتية وكتاب مفتوح لمناهج بيئية مختلفة وكذا منصة لتقاسم التجارب الذكية، حيث سيتم خلاله وفقا لما ذكره المنظمون تسليط الضوء على أهمية الاندماج الثقافي وحماية البيئة.
وفي الواقع، لم يأت هذا الوصف من فراغ، فالمعرض يقام في حي محاط بالجبال ومغطى بأصناف بديعة من الأشجار والنباتات ويتمتع بوفرة في الموارد الأيكولوجية ليعكس حوارا رائعا بين الإنسان والطبيعة، وحركة متناغمة بين الابتكار والخضرة، ليغدو منصة للاندماج بين الصين والعالم، حسبما ذكرت جيانغ تسه هوي رئيسة الجمعية الصينية للزهور ونائبة مدير اللجنة المنظمة لمعرض بكين الدولي للبستنة.
إنه يعرض "القصة الخضراء" للصين ويفك شفرة "معجزتها الخضراء" أمام العالم، فالبيئة الأيكولوجية الجيدة هي الأساس المادي لرفاه الشعوب. وبات هناك إجماع واسع في الصين على ضرورة أن "نحمي البيئة الأيكولوجية مثلما نحمي عيوننا". وهذا ما تلمسه البرفيسور الأمريكي في مجال البيئة جون كوب الذي قال مؤخرا في مقابلة مع ((شينخوا)) إن الصين ملتزمة بطريق التنمية المستدامة وتقود العالم في جهود بناء الحضارة الأيكولوجية.
كما يثبت معرض بكين الدولي للبستنة 2019 عزم الصين على مواصلة الانفتاح ويبين للعالم جمال "الاندماج". فالانفتاح يجلب التقدم، والإنغلاق يفضى إلى التخلف. وفي الوقت الحاضر، شكلت البشرية مجتمعا من المصير المشترك، والمصالح المتكاملة والمترابطة للغاية. ومن ثم، فإن إقامة المعرض يمثل خطوة عملية من جانب الصين لاحتضان العولمة الاقتصادية، ما يعكس انفتاحها بصورة أكبر على العالم.
لقد أظهرت الصين من خلال نشاطات عدة نية حقيقية في التعاون القائم على الفوز المشترك، وتعمل على تعزيزه في شتي المجالات بينها وبين بلدان العالم عملا ببيت من الشعر الصيني القديم يقول: "لا يحل الربيع بتفتح زهرة واحدة، بل بامتلاء الحديقة بالزهور المتفتحة". وقد أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ من قبل إلى أن انفتاح الصين على العالم الخارجي "ليس لبناء حديقة خلفية خاصة بها، بل لبناء مائة حدائق تشترك فيها جميع البلدان".
إن هذا المعرض، ممثلا في "حديقة من مائة حديقة"، يتيح للزائرين فرصة الاستمتاع بالحدائق الرائعة والجميلة، وكذا يجسد رؤية مفهوم تقاسم الصين لإنجازات التنمية مع العالم، إذ قال البروفيسور كوب إنه يتيح فرصا عظيمة لعرض أوجه التقدم التي أحرزتها الصين في بناء حضارة أيكولوجية وتعزيز تبادل الأفكار وخاصة في إتباع أسلوب الحياة الخضراء والمنخفضة الكربون وتعزيز عملية إعادة التدوير والاستفادة من الظروف الطبيعية لترشيد الطاقة والمياه وغيرها من الوسائل المساهمة في حماية البيئة.
"الحلم الأخضر" يتفتح و"الصين الجميلة" تبهر العالم. فمنذ انعقاد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، أدرجت اللجنة المركزية للحزب البناء الحضاري الأيكولوجي في الخطة العامة للتخطيط الإستراتيجي، وقد ساهمت سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية في استعادة البيئة الأيكولوجية لنهر اليانغتسي، وتحقيق سماء أكثر صفاء ومياه أكثر نقاء وأرض أكثر إخضرارا. وفي هذه الأيام، وعند سفح سور الصين العظيم، يتجسد شيئا فشيئا "الحلم الأخضر" لعالم صار أشبه بقرية صغيرة، وسيصبح المعرض نموذجا حيويا لتطبيق مفهوم التنمية الخضراء المتمثل في أن "جبل أخضر ومياه زرقاء يعنيان جبلا من الذهب وآخر من الفضة".
إن معرض بكين الدولي للبستنة 2019 هو ثاني وأكبر معرض من نوعه تستضيفه الصين. وتشارك فيه 86 دولة من القارات الخمس و24 منظمة دولية. ومن خلال هذا المعرض، يمكن للمتخصصين في مجال البستنة من أنحاء العالم أن يعرضوا براعتهم وأساليبهم، ويمكن للزوار الاستمتاع أيضا بحدائق فريدة وعروض ثقافية رائعة من مختلف البلدان. وسوف يغتنم هذا التناغم الطبيعي بين الجبال والغابات والبحيرات والأشجار والزهور عند سفح سور الصين العظيم فرصة المعرض ليزرع اللون الأخضر في قلوب المزيد من الناس ويجعل الأرض أكثر جمالا.
المصدر: وكالة شينخوا