بيروت 2 مايو 2019 (شينخوا) دعا رئيسا وزراء لبنان ومصر في كلمتيهما، بافتتاح (منتدى الاقتصاد العربي) في دورته 27 ببيروت، إلى الاستفادة والتعلم من دروس التجربة الصينية في مبادرات الاقتصاد والتنمية وإلى التكامل مع مبادرة الحزام والطريق من أجل تنمية الاقتصادات الوطنية في البلدان العربية.
وأكد راعي المنتدى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على رفع مستوى التواصل والتعاون المشترك العربي، معتبرا أن التحدي الأبرز المشترك بين الدول العربية هو كيفية تحفيز النمو وتنويع مصادره.
وشدد الحريري على القناعة بأن "النمو لا يمكن تحقيقه بدون تنفيذ الاصلاحات لتطوير اقتصاداتنا الوطنية وتحديثها"، لافتا إلى تصميم بلاده على اتمام الإصلاحات رغم صعوبتها".
وأكد على "وجوب تحديث القوانين في لبنان، والإستفادة من الخبرة والتجربة المصرية في مجالات الكهرباء أو الاتصالات أو الغاز والبترول وغيرها من القطاعات".
ولفت إلى أن "اجتماع اللجنة العليا اللبنانية المصرية المشتركة الذي ينعقد غدا الجمعة في بيروت يصب في اتجاه إرساء الأسس لمزيد من التعاون والتنسيق بين لبنان ومصر لتعزيز التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة".
ودعا إلى أن "نرى ونتعلم ماذا حصل في الدول التي كانت تعاني من الفساد والهدر وعدم توفر فرص العمل وأصبحت اليوم في مصاف الدول المتقدمة".
وحول التغيير الذي يجب القيام به، قال الحريري "ننظر إلى الصين ونرى إلى أين وصلت، فهي تعمل منذ 30 سنة على التغيير في برامجها وأخذت قرارا بانها تريد ان تكون أول دولة متقدمة في العالم بالنسبة إلى الذكاء الاصطناعي".
ورأى أنه "اذا كان طريق الحرير سيمر على كل منطقتنا، علينا ان نبني نحن طريق الدول العربية، لكي ينتشر اقتصادنا ويتطور فيها".
بدوره، عرض رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في كلمته، جهود بلاده خلال السنوات الأخيرة لتحقيق الاصلاح الاقتصادي في سبيل تحقيق التنمية التي جاء في إطارها برنامج الإصلاح الذي بدأت الحكومة في تنفيذه اعتبارا من العام 2016.
وأكد مدبولي، الذي تشارك بلاده بصفة ضيف الشرف في المنتدى، أن مصر بدأت تجني نتائج ايجابية للإصلاحات في تحقيق الاقتصاد المصري أعلى معدل نمو سنوي منذ 10 سنوات حيث بلغ 5.3 في المائة خلال العام المالي 2017 / 2018.
ولفت إلى جهود مصر لجذب استثمارات خاصة تقدر بحوالي 200 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة وزيادة صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بحوالي 47 مليار دولار.
ولفت إلى أن "مصر تؤمن بأهمية التكامل بين مبادرات التنمية المختلفة" وأن "مصر في هذا الاطار تقدم للعالم المنطقة الاقتصادية لقناة السويس كمركز لوجستي واقتصادي عالمي... لتكون رابطا تجاريا واقتصاديا يتكامل مع مبادرة الحزام والطريق ويربطها بإفريقيا".
وأشار إلى "تقدم الدول الآسيوية وعلى رأسها الصين في الأربعين عاما الماضية"، معتبرا أن هذه الدول كانت تعمل طوال هذه السنوات بانضباط شديد وجدية.
وأضاف مدبولي "نحن ليس أمامنا إلا العمل بجدية وانضباط وأن يكون هدفنا هو الوطن وليس أي مصالح شخصية أخرى".
من جهته، لفت أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في كلمته إلى "تصاعد الإدراك لدى الحكومات والشعوب العربية لأهمية التنمية والنجاح الاقتصادي".
وأكد أنه "بدون التنمية ستظل المجتمعات العربية بعيدة عن الاستقرار الحقيقي وسيبقى أمننا مهددا إذ أن التنمية هي خط الدفاع الحقيقي للحفاظ على تماسك المجتمعات واستقرارها".
واعتبر ان "الشباب هم قلب التنمية العربية"، مشيرا إلى أن "العالم العربي شاب في معظمه لكن هذه الحقيقة الديموغرافية لا تجد ترجمة لها في الواقع الاقتصادي والتنموي".
وشدد على أن "الشباب العربي هو طاقة كامنة تنتظر من يوظفها وأن المنطقة في حاجة إلى نحو 50 مليون وظيفة بحلول منتصف القرن".
واعتبر ان الاقتصاد في عصر الثورة الصناعية الرابعة يحتاج إلى إصلاحات مؤسسية جوهرية في نظم الاقتصاد العربية.
اما رئيس اتحاد الغرف العربية محمد عبده سعيد، فقد شدد في كلمته على "حاجة العالم العربي إلى تعزيز الاستثمار في الطاقات البشرية...وتعزيز الاعتماد على الاقتصاد الرقمي الذي من شأنه أن يسهم بأكثر من 3 تريليونات دولار في نمو الناتج المحلي العربي".
من جهته، توقع رئيس جمعية مصارف لبنان جوزف طربيه ان "تستمر الضغوطات والتحديات للمصارف العربية المتمثلة في استمرار التباطؤ في نمو الودائع والتراجع في نوعية الاصول".
ورأى أن "العالم العربي يعاني من معدلات منخفضة من التنمية الاقتصادية عدا عن دفع رؤوس الاموال العربية إلى المزيد من الهجرة وترسيخ البيئة الطاردة للاستثمار في الوطن العربي".
ولفت إلى أن "مستويات الديون السيادية تشكل خطرا حقيقيا في ظل اتجاه أسعار الفوائد إلى الإرتفاع عالميا".
ودعا امام هذا الواقع إلى أن "نعيد صياغة خطط التنمية الاقتصادية والاصلاح في منطقتنا من خلال تنويع مصادر النمو والدخول في جيل جديد من الاصلاحات وتشجيع تنمية ريادة الاعمال وتنمية اقتصاد المعرفة".
وشهدت جلسة افتتاح المنتدى تكريم كل من الحريري ومدبولي وأبو الغيط ووكيل امين عام الامم المتحدة والامين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (اسكوا) رولا دشتي ورئيس اتحاد مصارف الكويت عادل الماجد.
ويناقش المنتدى في جلستين رئيسيتين الآفاق الاقتصادية لكل من مصر ولبنان بمشاركة وزراء من البلدين واقتصاديين ومستثمرين عرب.
يذكر أن المنتدى ينعقد بتنظيم من "مجموعة الاقتصاد والاعمال" بالاشتراك مع مصرف لبنان المركزي وجمعية مصارف لبنان وبالتعاون مع وزارتي التجارة والاتصالات واتحاد الغرف العربية واللبنانية ومؤسسة التمويل التابعة لمجموعة البنك الدولي بمشاركة أكثر من 600 مشارك من 23 دولة.
المصدر: وكالة شينخوا