تعليق ((شينخوا)): "زعامة أمريكا للعالم" تواجه الإفلاس

الناشر:汪倩

تاريخ النشر:
2024-03-25

بكين 25 مارس 2024 (شينخوا) يستمتع السياسيون الأمريكيون بالترويج لبلادهم على أنها زعيمة العالم "التي لا غنى عنها" وبشعارات سامية وأحاديث جوفاء وقنابل قاتلة، ويذكرون باستمرار الدول الأخرى بمن يتخذ القرار.

غير أن العالم، الذي تم تذكيره مرة أخرى بالذكرى الـ21 للغزو الأمريكي للعراق والنسخة الثالثة المضحكة من "قمة الديمقراطية" التي نظمتها واشنطن مؤخرا، أصبح أكثر وعيا من أي وقت مضى بأن ما يسمى بـ "زعامة أمريكا للعالم" نفد رصيدها.

بادئ ذي بدء، في مواجهة التحديات الدولية، فشلت الولايات المتحدة مرارا في الارتقاء إلى مستوى المسؤولية التي تتناسب مع الدور الذي تدعي أنها تلعبه. وبدلا من ذلك، عادة ما تستفيد من هيمنتها لتحقيق مصالحها المهيمنة.

لنأخذ تغير المناخ كمثال. بينما يتم حشد العالم بأسره لمواجهة هذا التهديد الوجودي للبشرية، فإن تلك الدولة المنصبة لنفسها "زعيمة العالم"، والتي تعد أيضا أكبر ملوث في تاريخ البشرية، قد ضربت مثالا سيئا من خلال فشلها في التصديق على معاهدات بيئية رئيسة متعددة الأطراف والتلكؤ في الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه المناخ ونقل التكنولوجيا الخضراء.

وتقدم الأزمة المستمرة التي تمزق القلب في قطاع غزة مثالا صارخا آخر. ومن خلال إعطاء الأولوية لحساباتها الجيوسياسية، استخدمت واشنطن عدة مرات حق النقض (الفيتو) ضد مشاريع قرارات في مجلس الأمن الدولي كان من الممكن أن تحقق وقف إطلاق النار وتجلب المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني الذي مزقته الحرب.

كما تبدو عقلية "أمريكا أولا" صارخة أيضا في المجالين المالي والاقتصادي، حيث تستغل الولايات المتحدة العالم لاشباع نهمها للهيمنة وتغذية الجهاز الهائل الذي تحتاجه لدعم هيمنتها.

والتاريخ يعج بأمثلة عديدة على استخدام واشنطن لتفوق الدولار في التجارة العالمية في نقل أزماتها إلى الأسواق الناشئة والبلدان النامية، وقمع التطور التكنولوجي للدول الأخرى باسم الأمن القومي، وتخريب قواعد التجارة الدولية لصالح الشركات الأمريكية.

وفيما يتعلق بالحوكمة العالمية، تحب الولايات المتحدة في الوقت الحاضر الحديث عن "النظام الدولي القائم على القواعد"، غير أن ما تقوم به جعل المجتمع الدولي على بينة واضحة ووعي متزايد بالمعني الحقيقي للعبارة.

إنها "في الواقع نسخة أخرى من سياسات القوة، ومحاولة لفرض إرادتها ومعاييرها على الآخرين واستبدال القوانين والقواعد الدولية المقبولة عموما بقواعدها الداخلية الخاصة"، حسبما قال خبير العلاقات الدولية الإيطالي جيانكارلو إيليا فالوري.

كما أن ما يسمى بـ "قمة الديمقراطية"، الحيلة التي دبرتها واشنطن واختتمت دورتها الثالثة مؤخرا في كوريا الجنوبية، واجهت انتقادات واسعة باعتبارها محاولة لتقسيم العالم وإثارة مواجهة المعسكرات، ما يكذب ادعاء الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن "قيادة أمريكا هي التي تربط العالم معا".

يمكن أن تطول قائمة الخطوات الأمريكية التي لا تتوافق مع الحائز على جائزة "زعامة العالم". هذا يكشف عن مناورة قوة عظمى للحفاظ على امتيازاتها، لكن مصداقيتها أفلست في عصر--كما لاحظ الاقتصادي الأمريكي جيفري ساكس--يتطور فيه المشهد العالمي باتجاه التعددية القطبية، مع تراجع الهيمنة الغربية.

وفي ضوء التطلعات العالمية للسلام والتنمية، حان الوقت لأن يتخلى صانعو القرار في الولايات المتحدة عن هوسهم بزعامة العالم "التي لا غنى عنها" ويبدأوا التصرف أولا كلاعب مسؤول