بكين 18 ديسمبر 2018 (شينخوا) منح الرئيس الصيني شي جين بينغ ميداليات صداقة الإصلاح الصيني لعشرة أجانب اليوم (الثلاثاء) تقديرا للدعم والمساعدة من جانب المجتمع الدولي للصين خلال عملية الإصلاح والانفتاح.
ونظمت الصين اليوم اجتماعا كبيرا فى قاعة الشعب الكبرى للاحتفال بالذكرى الـ40 لسياسة الإصلاح والانفتاح في البلاد.
وعلى الرغم من عملهم في مجالات مختلفة، إلا أن الأصدقاء الأجانب العشرة جلبوا تكنولوجيات متقدمة أو أفكارا متقدمة إلى سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين، وساهموا بحكمة وجهد بارزين في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.
لقد رأوا سياسة الإصلاح والانفتاح لدى الصين وشاركوا وأسهموا فيها، وشهدوا أعظم معجزة تنموية في تاريخ البشرية.
إنهم ممثلون بارزون لآلاف الأصدقاء الدوليين الذين لديهم ارتباط وثيق فيما يتعلق بسياسة الإصلاح والانفتاح لدى الصين. وتعد قصصهم دليلا حيا على أن الصين والعالم يتفاعلان ويستفيدان من بعضهما البعض.
آلان ميريو: رائد في مساعدة التعاون الطبي الصيني مع العالم
في مارس 2014، زار الرئيس الصيني شي جين بينغ مركز ميريو لأبحاث العلوم البيولوجية خلال زيارة الدولة التي قام بها إلى فرنسا، حيث قدّم آلان ميريو مع أفراد عائلته وموظفيه في المركز ترحيبا حارا بالرئيس شي.
وترتبط عائلة ميريو بعلاقة طويلة مع الصين، حيث قدم والد زوجته باول بيرليت أول تكنولوجيا لصناعة السيارات إلى الصين وكان رائدا في التعاون الودي الصيني-الفرنسي.
وفي عام 1978، زار ميريو الصين للمرة الأولى وفتح التعاون المكثف والدائم مع بكين في مجالات الوقاية من السُل ومكافحة العدوى والسيطرة عليها والوقاية من الأمراض المعدية الجديدة والسيطرة عليها.
وعلى مدى عقود، استمر ميريو في تعزيز التعاون الطبي بين الصين وفرنسا. وبعد تأسيس قواعد بحث وتطوير للإنتاج والمختبرات عالية المستوى للسلامة البيولوجية في الصين، ساعد ميريو الصين على تحسين أبحاثها في مجال الطب البيولوجي والوقاية من الأمراض المعدية والسيطرة عليها.
فيرنر جيريش: أول مدير مصنع أجنبي في سياسة الإصلاح والانفتاح لدى الصين
هناك تمثال برونزي للألماني فيرنر جيريش في شارع هانتشنغ في مدينة ووهان وسط الصين. يشتهر جيريش بلقب أول مدير مصنع أجنبي في عملية الإصلاح والانفتاح لدى الصين.
في عام 1984، أرسل جيريش إلى مصنع ووهان لمحركات الديزل من خلال (خدمة كبار الخبراء) في ألمانيا. وبعد بضعة أشهر، عين مديرا للمصنع لقيادة الإنتاج والعمليات.
وكان من غير المسبوق، في ذلك الوقت، أن تقوم شركة صينية مملوكة للدولة بتوظيف أجنبي كمدير لمصنع.
ومنذ أن تولى جيريش مهام منصبه، دشّن إصلاحات كبيرة أعادت تنشيط الشركة القديمة. وصدرت المنتجات إلى العديد من البلدان في جنوب شرق آسيا. وكان جيريش يلقب بـ سيد الجودة لإدارته ومراقبة الصارمة للجودة.
إن احترافية جيريش وأخلاقيات العمل ومبدأ الجودة أولا قدّمت مرجعا قيّما لإدارة الشركات في الصين.
كلاوس شواب: ناشط في مساعدة الصين في أنشطة التبادل والتعاون الاقتصادية على المستوى الدولي.
يعد كلاوس شواب، المولود في ألمانيا، مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي. وشهد هذا المنتدى، المعروف على نطاق واسع باسم منتدى دافوس، التحول التاريخي من الصين تستمع إلى العالم إلى صوت الصين يسمعه العالم.
في يناير عام 2017، عندما دُعي الرئيس شي جين بينغ إلى المشاركة في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي، قال شواب في عام 1978، عندما قرأت مقالات عن سياسة الإصلاح والانفتاح الخاصة بدنغ شياو بينغ، كنت على يقين من أن الصين سيكون لها دور كبير في الساحة العالمية.
إن تعاون الصين مع المنتدى حافظ على وتيرة خُطى الإصلاح والانفتاح في البلاد. ومنذ عام 1979، أرسلت الصين وفودا لحضور الاجتماع السنوي للمنتدى عدة مرات بناء على دعوتها للحضور. وفي عام 2005، طرح شواب فكرة إقامة دافوس الصيفي في الصين. وفي سبتمبر 2007، عُقد الاجتماع السنوي الأول لدافوس الصيفي، بنجاح، في داليان.
ومع تعميق فكرة الإصلاح والانفتاح في الصين، أصبحت الموضوعات المتعلقة بالصين أكثر شعبية في المنتدى الاقتصادي العالمي. وعلى مدار ما يقرب من 40 عاما، لم يكن المنتدى الاقتصادي العالمي شاهدا على صعود الصين التدريجي لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم فحسب، ولكنه عزز أيضا تفاعل الصين مع العالم.
كونوسوكه ماتسوشيتا: أحد أوائل رواد الأعمال العالميين المشهورين المشاركين في السوق الصينية
كانت باناسونيك واحدة من أولى العلامات التجارية العالمية المعروفة للمستهلكين الصينيين منذ بداية عملية الإصلاح والانفتاح. وفي أكتوبر عام 1978، خلال زيارته اليابان، زار الزعيم الصيني دنغ شياو بينغ شركة باناسونيك التي كانت تسمى آنذاك شركة ماتسوشيتا للصناعات الإلكترونية. وتلقى دنغ ترحيبا حارا من قبَل كونوسوكه ماتسوشيتا الذي كان في الثمانينات من عمره.
وفى محادثة متعمقة مع دنغ، أعرب ماتسوشيتا عن استعداده لتقديم المساعدة في عملية التحديث فى الصين.
وكان ماتسوشيتا، المعروف باسم إله الإدارة، من أوائل الأصدقاء الأجانب الداعمين للإصلاح والانفتاح في الصين. وقد روّج بنشاط لأعمال شركة باناسونيك في الصين، حيث جلب تقنيات وخبرات إدارية متقدمة إلى الدولة الجارة.
وبفضل مساعدته، تم تأسيس شركة ((بكين ماتسوشيتا كالار سي آر تي المحدودة)، وهي أكبر مشروع مشترك بين الصين واليابان، في أواخر الثمانينيات.
ماسايوشى أوهيرا: سياسي دعم تطبيع العلاقات بين الصين واليابان
قدم السياسي الياباني ماسايوشي أوهيرا إسهامات مهمة للصداقة الصينية-اليابانية ولسياسة الإصلاح والانفتاح لدى الصين. وقد أشاد بتحديث الصين، وصرح علانية بأن وجود الصين أكثر ازدهارا سيجعل العالم مكانا أفضل.
وفي سبتمبر 1972 لدى توليه منصب وزير الخارجية اليابانية، رافق أوهيرا رئيس الوزراء الياباني آنذاك كاكوي تاناكا لزيارة الصين. وخلال الزيارة، وقّع البلدان على البيان التاريخي المشترك بين الصين واليابان لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وفي يناير عام 1974، زار أوهيرا الصين مجددا كوزير للخارجية اليابانية ووقع على اتفاقية التجارة بين الصين واليابان. وفي حكومة رئيس الوزراء الياباني تاكيو فوكودا، شغل أوهيرا منصب الأمين العام للحزب الديمقراطي الليبرالي في اليابان، ودعم وروج بنشاط لتبني معاهدة السلام والصداقة بين الصين واليابان.
وفي ديسمبر 1978، شغل أوهيرا منصب رئيس وزراء اليابان وعزز مساعدة اليابان للتنمية الصينية، ما أسهم في بناء الصين في الأيام الأولى من عملية الإصلاح والانفتاح.
لي كوان يو: سياسي دعم مشاركة سنغافورة في الإصلاح والانفتاح لدى الصين
شارك لي كوان يو الأب المؤسس لسنغافورة برؤيته الثاقبة في عملية الإصلاح والانفتاح لدى الصين، وكان شاهدا عليها.
وعندما وافته المنية في عام 2015، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في رسالة التعازي إن لي كان صديقا قديما للشعب الصيني ومؤسسا ورائدا وداعما للعلاقات الصينية-السنغافورية.
وفي نوفمبر عام 1978، استضاف لي، رئيس وزراء سنغافورة آنذاك، الزعيم الصيني الزائر دنغ شياو بينغ. وفي ذلك الوقت، كان باب الإصلاح والانفتاح على وشك الافتتاح. وبعد مشاهدة الإنجازات الاقتصادية لسنغافورة، قال دنغ إنه يتعين على الصين التعلُّم من سنغافورة.
وزار لي شنتشن عدة مرات وعلّق بأن نجاح شنتشن أظهر أن طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية قد نجح. وشجّع لي على إقامة منطقة سوتشو الصناعية ومدينة تيانجين الإيكولوجية الصينية-السنغافورية، حيث قدّم نموذجا للتعاون الاقتصادي الجديد بين البلدين.
لقد قدّم التطور الذي شهدته سنغافورة مرجعا قيّما للصين لحل المشكلات خلال عملية الإصلاح والانفتاح. وفي الوقت نفسه، خلقت التنمية التي أحرزتها الصين أيضا فرصا كبيرة لسنغافورة.
خوان أنطونيو سامارانش: الذي جلب الأولمبياد الصينية إلى العالم
في حفل توزيع جوائز مسابقة تنس الطاولة الفردي للسيدات في أولمبياد أتلانتا عام 1996، ربَتَ خوان أنطونيو سامارانش، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في ذلك الوقت، بلُطْف على وجه اللاعبة الصينية دنغ يا بينغ. وخلد هذا المشهد الدافئ على شاشة التلفزيون.
ويعتبر هذا الإسباني ساهم إلى حد كبير في الألعاب الأولمبية بعد بيير دي كوبرتان. فبعد زيارته للصين للمرة الأولى في 1978، مارس ضغوطا بتفان وبدون أنانية ولعب دورا محوريا في عودة الصين إلى الأولمبياد.
وفي عام 1979، استعادت الصين مقعدا رسميا في اللجنة الأولمبية الدولية. وفي العقود التالية، دعم سامارانش العديد من التطورات المهمة في الرياضة الصينية وكان شاهدا عليها.
وفي مساء 13 يوليو 2001، عندما فتح مظروفا في موسكو وأعلن اسم بكين، عمّت الفرحة العارمة أرجاء الصين.
وقال بابا سا إنه حصل على العديد من الدرجات الفخرية والألقاب في جميع أنحاء العالم، ولكنّ أكثر الألقاب إعزازا بالنسبة له هو حصوله على لقب الصديق الجيد للشعب الصيني.
ستيفن بيري: حامل شعلة الصداقة الصينية-البريطانية
في عام 1953، عقب تغلبه على العقبات المختلفة، قاد جاك بيري، والد ستيفن بيري، العشرات من رجال الأعمال البريطانيين للسفر إلى الصين، حيث بدأوا مهمة كسر الجليد للمساعدة فى إقامة جسر من العلاقات الصينية-البريطانية.
ومن الشائع جدا أن يتبع المرء خطى والده. ومع ذلك، بالنسبة لـ ستيفن بيري، رئيس مؤسسة (نادي مجموعة الـ 48 البريطانية)، يجب عليه امتلاك شجاعة استثنائية وبصيرة لتولي زمام الأمور.
كانت أفكار الأب والابن، ذات التقارب الكبير مع الصين، أسيء فهمها من قبل أقرانه البريطانيين في بلاده، لكنه لم يتوقف أبدا عن تدعيم إقامة علاقة قوية مع الصين.
ولسنوات، كرّس ستيفن بيري وأعضاء آخرون في المؤسسة أنفسهم لـبعثة كسر الجليد من أجل تعزيز التعاون الثنائي البرنامجي وحماية الصداقة الصينية-البريطانية من جيل إلى جيل.
موريس آر جرينبرج: رائد أعمال عزز الصداقة الصينية-الأمريكية
قدّم أسطورة الأعمال الأمريكية موريس آر جرينبرج المشورة والاقتراحات للإصلاح والانفتاح لدى الصين بشكل فعّال. وعمل في السابق مستشارا اقتصاديا لحكومات بكين وشانغهاي ومنطقة هونج كونج الإدارية الخاصة، وحصل على المفتاح الذهبي لـ المواطن الفخري من عدة مدن صينية.
واعتاد جرينبرج أن يكون أحد كبار التنفيذيين لدى ((المجموعة الأمريكية الدولية))، وهي شركة تأمين عالمية عملاقة. وفي أوائل فترة الإصلاح والانفتاح في الصين، تردد العديد من مديري الأعمال الغربيين في الاستجابة لدعوة الصين، بينما قاد جرينبرج الشركة الأمريكية بشكل حاسم إلى السوق الصينية وأصبح رائدا في مجتمع الأعمال لتعزيز التعاون الاقتصادي الصيني-الأجنبي، ومدافعا عن الصداقة الصينية-الأمريكية والمنفعة المتبادلة بينهما.
وعلى مر السنين، عمل جرينبرج على سد الفجوة بين الصين والدول الأجنبية، وكان بطلا للتعاون الاقتصادي المشترك. لقد كان متفائلا بشدة بشأن فرص التنمية في الصين وداعما للتعاون متبادل النفع بين الصين والولايات المتحدة.
روبرت كوهن: معلم الصين الحديثة للعالم
في 2015، أنتج روبرت كوهن، رئيس مؤسسة كوهن والخبير في الشؤون الصينية، برنامجا يستند إلى مقابلة بعنوان أقرب إلى الصين مع آر إل كوهن ومعه وسائل إعلام صينية، ونجح في جذب انتباه واسع من داخل الصين وخارجها.
وعلى مدى عقود، كرّس كوهن نفسه لتقديم الصين الشاملة والواقعية للعالم. ويُعتبر الإصلاح والانفتاح موضوعا رئيسيا لقصص كوهن عن الصين.
إن كتابه الذي نُشر قبل 10 سنوات بعنوان القصة الداخلية للإصلاح الذي استمر 30 عاما لدى الصين: كيف يفكر قادة الصين وماذا يعني هذا بالنسبة للمستقبل، يقدّم وصفا حيويا وعميقا لعملية الإصلاح والانفتاح في الصين. وقال البعض إن الكتاب يعد نموذجا للتعبير الدولي عن قصة الصين.
ومن وجهة نظر كوهن، فإنه من أجل فهم الصين، يجب فهم الحزب الشيوعي الصيني. واليوم، يقضي كوهن أكثر من ثلث وقته كل عام في إجراء الأبحاث في الصين، على أمل إطلاع العالم بشكل مستمر على مستجدات التغيرات التي تشهدها البلاد.
المصدر:شينخوا.