اختتم مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، في الثلاثين من أكتوبر العام ٢٠١٨، الدورة التدريبية الخامسة للمسؤولين العرب تحت رعاية كل من وزارة الخارجية ووزارة التربية والتعليم والحكومة الشعبية لبلدية شانغهاي.
أقيم حفل الختام في المركز الدولي للتعليم في حرم سونغ جيانغ لجامعة شنغهاي للدراسات الدولية، وحضره كل من أ.د/لى يان سونغ رئيس جامعة شنغهاي للدراسات الدولية والسيد وانغ دي نائب مدير عام لإدارة غربي اسيا وشمالي أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية والسيد جين فونغ نيغ مدير مكتب منتدى التعاون الصيني العربي لإدارة غربي اسيا وشمالي أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية. وقد شهد الحفل إلقاء الرئيس لى يان سونغ والسيد جين فونغ نيغ كلمتيهما، كما استمع الحاضرون لكلماتٍ قدّمها كل من السيد أشرف علي مدير قسم الشؤون المالية بجامعة الدول العربية والسيد طارق رجب مدير المنظمات العربية الإسلامية بوزارة الشؤون الخارجية للجمهورية التونسية نيابة عن جامعة الدول العربية والمسؤولين المشتركين.
في كلمته، هنأ الرئيس لي يان سونغ أولاً المشاركين في الدورة الخامسة على إتمامهم إيّاها بنجاح، وطرح ثلاثة أفكار لأعمال المركز.أولها الأمل بأن يصبح المركز منصة فعالة لتعزيز التفاهم المتبادل وزيادة الثقة وتبديد الشكوك بين الصين والدول العربية، وثانيها أن يصبح المركز منصة فكرية للصين والدول العربية لتحقيق التبادل المتكافئ في إطار مبادرة الحزام والطريق، أما الثالث فأن يصبح المركز بوتقةً تلتقي فيها الكفاءات رفيعة المستوى لبحث الشؤون المشتركة بين الصين والدول العربية.كما أشار الرئيس لي إلى أن العلاقات الودية بين الصين والدول العربية لها تقاليد تاريخية عميقة وأساس واقعي متين، ولكن نشأت بينهما في الوقت الحالي بعض العوائق المعرفية، بسبب تأثير نظام الخطاب الغربي المسيطر، وعدم الاستقرار في كثير من مناطق العالم. ونوّهَ الرئيس لي إلى المسؤولين العرب الحاضرين أنّ دعوة المركز إليهم للقدوم إلى الصين وشنغهاي وإلى جامعة شنغهاي للدراسات الدولية تأتي في إطار تشجيع التبادل المتكافئ والحوارات الصريحة على طريق الإصلاح والتنمية. وذكر الرئيس لي أنّ الصين لطالما وقفت إلى جانب الدول العربية لتقاسم المصالح المشتركة والتعلم من بعضنا البعض، وإحراز التقدّم معاً.وذهب الرئيس لي إلى أنّ المركز يسعى لأن يكون منصة فكرية لتبادل متناظر للعلماء بين الصين والعرب، معرباً عن ترحيبه بالأصدقاء من الدول العربية للتعبير عن آرائهم حول تنمية الصين لتعزيز التفاهم المتبادل وتوطيد التعاون المشترك وبناء مجتمع ذي مصير مشترك. كما أشار إلى أن جامعة شنغهاي للدراسات الدولية هي الجهة المنفذة لمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، وفي هذا الصدد تمكن المركز أن يدمج الموارد متعددة التخصصات مثل علوم السياسة والإدارة والاقتصاد بتخصصات اللغات الأجنبية وآدابها مع زيادة مشاركة الكفاءات الرائدة في مجال الأبحاث في الدول العربية، والتكثيف والتأهيل بطريقة مرنة للباحثين رفيعي المستوى العاملين بدوام كامل وبدوام جزئي في مركز الأفكار داخل البلاد وخارجها، وتعزيز تبادل الخبرات وتعميق مستويات التعاون بين الصين والدول العربية في مجال حكم البلاد وإدارتها، والإصلاح والتنمية.
من جهته، هنّأ السيد وانغ دي نائب المدير العام لإدارة غربي آسيا وشمالي أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية المشاركين في الدورة الخامسة على إتمامهم بنجاح من الدورة التدريبية. وأشار في كلمة ألقاها إلى أن المشاركين أصبح لديهم في خلال هذه الدورة فهم ومعرفة أعمق لنظرية الإصلاح والانفتاح الصينية وتجربتها وآفاق مستقبلها وكذلك بالنسبة للعلاقات الصينية العربية وللبناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق ولآليات إنجاح عمل منتدى التعاون الصيني العربي. وفي هذه الأثناء استمع الخبراء من وزارة الخارجية الصينية من المشاركين العرب - على اختلاف مجالات تخصصهم - إلى وجهات نظر معمّقة وملاحظات صائبة حول زيادة تنمية العلاقات الصينية العربية وتعزيزها، بما يمكن أن يقدّم إلهاماً للجانب الصيني. وأشار السيد وانغ دي، إلى أن العلاقات الاستراتيجية الصينية العربية تشهد في الوقت الحاضر ازدهاراً كبيراً في ظلّ النمو المتزايد لتحقيق مبادرة الحزام والطريق بصورة مشتركة، ورأى أنّ الجانبين قد عمّقا فهمهما وعززا تبادل الخبرات في مجلات الحكم وإدارة البلاد والإصلاح والتنمية، وهو أمر واعد للغاية. واختتم وانغ دي كلمته بتمنياته أن يكون المشتركون ورثاء للتاريخ العريق للصداقة الصينية العربية ودافعين للتعاون التنموي بين الصين والعالم العربي، وأن يسعوا في المستقبل لفتح آفاق أكبر وأوسع في مجال العلاقات الصينية العربية.
في حين قال السيد أشرف عليّ مدير قسم الشؤون المالية بجامعة الدول العربيةفي كلمته أن الصين تعتبر وبحق أحد أهم الشركاء الدوليين للدول العربية، إذ تربطهما روابط تاريخية وثقافية متميزة ولديهم سجل من العلاقات الودية والمواقف المؤيدة والداعمة للقضايا التي تهم الجانبين، وذكر عليّأن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حريصة كل الحرص على دعم كافة أنشطة المنتدى العربي الصيني وبالأخص برامج المركز الصيني العربي للإصلاح والتنمية، الذي أصبح جسراً للتواصل بين المسؤولين العرب ونظرائهم من الجانب الصيني.واختتم كلمته بتمنيه النجاح والتوفيق لهذا البرنامج والقائمين عليه، وأن يعمل على تطوير الروابط بين الصين والدول العربية من أجل تحقيق شراكة متكاملة، وتعاون أعمق، ودعم للتبادل الثقافي والإنساني، بما يعزز الأمن والسلم ويحقق التنمية الدائمة لدى الجانبين.
وعبر السيد طارق رجب مدير المنظمات العربية الإسلامية بوزارة الشؤون الخارجية للجمهورية التونسية عن أجمل الذكريات والانطباعاتالتي يستعد المشتركون لحملها معهم إلى بلدانهم، حول الصين، البلد الصديق، ونجاحاته الباهرة في مجالات التنمية والإصلاح والانفتاح وما حققه من مكاسب ومنجزات كبيرة، علاوة على ما يتميز به الشعب الصيني الصديق من أخلاق عالية والتزام قل نظيره بقيم العمل والسلام والتسامح. وقال أنّ المشتركين كانت لديهم جميعاً فكرة عن جمهورية الصين الشعبية وتاريخها وحضارتها وسياستها، غير أنهم، وفي خلال هذه الدورة، رأوا من الصينيين ومن بلدهم أكثر مما سمعوا وقرأوا. وذهب رجب إلى انّ المسؤولين العرب المشتركين في الدورة سيعملون على متابعة كلّ المقترحات التي تم تقديمها أو تداولها أثناء المحاضرات والزيارات واللقاءات مع المسؤولين، في إطار الحرص على تعزيز علاقات التعاون المثمر بين البلاد العربيّة وجمهورية الصين الشعبية بمختلف المجالات، واستثمار كل الامكانيات الواعدة المتاحة لذلك.
بعد ذلك قدّم كل من السيد وانغ دي والسيد لي تشن ون والسيد لي يان سونغ سلم شهادات إكمال الدورة الدراسية للمشتركين والهدايا التذكاريّة، مع إهداء كتاب قراءة حول الموضوعات الأساسية في أفكار شي جين بينغ عن الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لعصر الجديد.
في نهاية حفل الختام، تحدّث رئيس جامعة شنغهاي للدراسات الدوليّة لي يان سونغ والسيد وانغ دي نائب المدير العام لإدارة غربي آسيا وشمالي أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية ومن معه عن أعمال المركز في المرحلة التالية. كما قدم الرئيس لي يان سونغ امتنانه لإدارة غربي آسيا وشمالي أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية على دعمها القوي لعمل المركز. وفي المقابل قال السيد وانغ دي إن الإدارة ستبذل قصارى جهدها لتقديم دعم عملي للمركز ليجعله الأكبر والأقوى على وفق ما رسمه الأمين العام شي جين بينغ.
هذا وقد رأسجلسة حفل الختام أ.د/ وانغ قوانغدا أمين عام مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية،ومديره التنفيذي.