الصين... وجهة جذابة جديدة لاستثمار الشرق الأوسط

الناشر:汪倩

تاريخ النشر:
2023-08-17

منذ بداية هذا العام، يجتاح الشرق الأوسط حمى غير مسبوق لـ"الاستثمار في الصين"، وتتنافس دول المنطقة وشركاتها على زيادة الاستثمار في الصين.

في الآونة الأخيرة، وردت في وسائل الإعلام أخبار كثيرة حول استثمار رأسمال دول المنطقة في الصين:

في يوم 21 يوليو، قامت أرامكو السعودية بالاستثمار الاستراتيجي بقيمة 3.4 مليار دولار لشركةRongsheng للبتروكيماويات، وهي الشركة الصينية الخاصة للتكرير، واستحوذت على 10% من أسهم الشركة. وفقا لتقارير وسائل الإعلام، لقد تجاوز إجمالي استثمار أرامكو السعودية في الصين 100 مليار يوان، وتخطط لزيادة الاستثمار في الصين.

في يوم 13 يوليو، قامتCYVN Holdings، أحد صناديق الثروة السيادية الإماراتية بالاستثمار الاستراتيجي بقيمة 1.1 مليار دولار لشركةNIO الصينية للسيارات الكهربائية الذكية، واستحوذت على 7% من أسهم الشركة.

في يوم 19 يونيو، وقعت مجموعة المناصير، أكبر شركة خاصة في الأردن، اتفاقية التعاون الاستراتيجي مع شركةCH-Auto الصينية للسيارات، لإنشاء شركة مشتركة في الأردن لإنتاج وبيع السيارات الكهربائية.

في يوم 11 يونيو، وقعت وزارة الاستثمار السعودي اتفاقية التعاون بقيمة 5.6 مليار دولار مع شركةHuman Horizons، الشركة الصينية لتكنولوجيا التنقل المبتكر لإنشاء شركة مشتركة لتطوير وتصنيع وبيع السيارات.

في يوم 24 مايو، وقعت شركة الرؤية السعودية للصناعات اتفاقية التعاون الاستراتيجي مع شركةTCL Zhonghuan ، وهي الشركة الصينية لتكنولوجيا الطاقة الجديدة، لإنشاء شركة مشتركة والاستثمار في بناء مصنع الرقاقة الكهروضوئية في السعودية...

بالإضافة إلى ذلك، تقوم دول الشرق الأوسط وشركاتها بالاستثمار في قطاعات مثل الإنترنت والبتروكيماويات والطب الحيوي والمعدات المتقدمة على نطاق واسع. ووفقا لتقارير وسائل الإعلام، قد أصبحت صناديق الثروة السيادية في الشرق الأوسط، ممثلا بجهاز أبوظبي للاستثمار وهيئة الاستثمار الكويتية، من بين أكبر 10 مساهمين لأكثر من 40 شركة صينية مدرجة في البورصة. وارتفعت نسبة الأصول الصينية في جهاز أبوظبي للاستثمار بشكل كبير، من 2.7% في نهاية عام 2017 إلى 22.9% في الربع الأول من هذا العام، حيث قفزت النسبة من المركز الثامن إلى المركز الثالث.

قاعدة للمشروع التابع لشركة Rongshengللبتروكيماويات

لماذا تختار دول الشرق الأوسط "زيادة الاستثمار في الصين" من غير ميعاد؟

أولا، الاقتصاد الكلي للصين مقبل على آفاق واعدة.

في النصف الأول من عام 2023، في ظل الوضع غير المستقر وغير المؤكد لانتعاش الاقتصاد العالمي، شهد الاقتصاد الصيني الاستقرار والانتعاش المستمر، وحقق الناتج المحلي الإجمالي نموا سريعا نسبيا بنسبة 5.5% على أساس سنوي، مما يظهر المرونة القوية والإمكانيات الكامنة الكبيرة والحيوية والآفاق الرحبة. في المقابل، حققت النتاج المحلي الإجمالي للاقتصادات الرئيسية الأخرى في العالم، مثل الولايات المتحدة ومنطقة اليورو واليابان نموا بنسب 1.8% و1% و1.9% على أساس سنوي في الربع الأول لهذا العام، حتى الأخذ في الاعتبار الأرقام في الربع الثاني، يتمتع الاقتصاد الصيني بوضع جيد وفريد. يسعى الرأسمال دائما وراء المصلحة، لا شك أن زيادة الاستثمار في سوق الرأسمال الصينية يعكس التفاؤل دول المنطقة لمستقبل الاقتصاد الكلي للصين.

ثانيا، الاستراتيجيات التنموية للصين تتماشى مع حاجات دول المنطقة للتحول الاقتصادي.

في مواجهة تحدي "تيار ضد العولمة"، تسرّع الصين خطواتها لبناء معادلة التنمية الجديدة القائمة على "الدورة المزدوجة"، وتعمل على تعزيز التنمية عالية الجودة، وتوسيع الانفتاح عالي المستوى، وتوفير للعالم عدد كبير من السلع العامة المرحب بها مثل التعاون في بناء "الحزام والطريق" ومبادرة التنمية العالمية، مما ساعد على إعادة الهيكلة وتحديث السلسلة الصناعية وسلسلة التوريد العالمية. في الوقت نفسه، أطلقت دول الشرق الأوسط استراتيجيات تنويع الاقتصاد، ممثلا بـ"رؤية السعودية 2030"، من أجل التخلص من الاعتماد على اقتصاد النفط. إن رؤى التحول الاقتصادي لدول المنطقة والاستراتيجيات التنموية الصينية تتوافق مع بعضها البعض وتكمل بعضها البعض، فإن زيادة الاستثمار في الصين تهدف إلى زيادة تعزيز تكامل المصالح بين الجانبين وتقاسم عوائد الاستراتيجيات التنموية للصين.

ثالثا، المزايا الصناعية للصين جاذبة جدا لدول المنطقة.

تتمتع الصين بمزايا التكنولوجيا والقدرة الإنتاجية والموارد البشرية والأسواق في مجالات البنية التحتية التقليدية مثل الموانئ والسكك الحديدية فائقة السرعة والطرق العامة والتحضّر، وفي مجالات والاتصالات الرقمية مثل 5Gوالتجارة الإلكترونية والدفع الإلكتروني، وفي مجالات التكنولوجيا المتقدمة مثل السيارات الذكية والخلايا الكهروضوئية والطب الحيوي، وفي مجالات الفضاء مثل علوم الفضاء وتطبيقات الأقمار الاصطناعية، وهي المجالات التي تعطيها دول الشرق الأوسط الأولوية. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك الصين السلسلة الصناعية الكاملة لهذه الصناعات، فيمكن لدول المنطقة المستثمرة أن تستمتع بخدمات "الوقفة الواحدة" لنقل القوة الإنتاجية والتكنولوجيا والخبرة، الأمر الذي يجعل الجانبين شركاء طبيعيين في التعاون.

إن إعجاب وتفاؤل دول الشرق الأوسط وشركاتها بالسوق الصينية التجسيد الحقيقي لتفاؤل العالم لمستقبل الصين. مع تقدم جهود الصين في دفع عملية بناء الاقتصاد العالمي المنفتح، لا شك أن عددا متزايدا من الدول والشركات ستأتي إلى الصين للاستثمار.