شارك السفير بروفسور د. جعفر كرار أحمد الباحث في مركز الدراسات العربي الصيني للإصلاح والتنمية في الندوة الدولية للصينولوجيين الدوليين ، الذي نظمها المركز الدولي للصينولوجيين بالتعاون مع جمعية التعاون الدولي وجامعة اللغات والثقافة ببكين ، والتي عقدت في يوم 17/3/2023 في جامعة اللغات والثقافة وشارك فيها عدداً كبير من الخبراء في الشؤون الصينية من عدة دول . وكانت الندوة بعنوان ( التواصل والتعلم بين الحضارات لتعزيز التقدم الإنساني .. التأثير الحالي للحضارات القديمة )حيث القى البروفسور جعفر كرار كلمة أمام الندوة أشار فيها إلى أن العرب والصينيين لم يبنوا حزاماً اقتصادياً على طريق الحرير القديم فحسب، بل إنهم بنوا أيضاً حزاماً ثقافياً نشطاً وثرياً أسهم في جعل التبادلات الاقتصادية والتجارية أمراً ممكناً، كما أسهم في بناء مناخ للتعايش الثقافي والحضاري سهّل انسياب البضائع والأفراد والاتصالات الإنسانية. وأضاف، لقد حمل بُناة الحزام الثقافي الأول فهماً إنسانياً رفيعاً حيث احترموا الديانات والثقافات المنتشرة على طريق الحرير وحملوا مع السلع والموسيقى والعقاقير والشعر والمدارس والتضامن الإنساني. نمت بفعل هذه المفاهيم التي رسخها الحزام الثقافي الأول التجارة وازدهرت المدن واستوعبت الشعوب على طول الحزام والطريق اختلاف الثقافات واللغات واحترمت الأديان فازدهرت الأسواق. وقال بروفسور جعفر كرار لقد شجع هذا المناخ الجديد على طول الحزام الثقافي الاتصالات الإنسانية وتدفق العلماء والمؤرخين والجغرافيين والخبراء والدعاة والمبشرين والفنانين جنباً إلى جنب مع التجار والمبعوثين الدبلوماسيين. ونوه كرار إلى أن الفترة من القرن السابع الميلادي وحتى القرن الخامس عشر شهدت تلاقح وتبادل ثقافي ثري وسلمي بين الثقافتين العربية والصينية امتدا لقرون طويلة. ويرى د. جعفر بأن أجيال العرب والصينيون الحالية بنت حوارها الثقافي والحضاري الراهن على ذلك التراث الثري. ويقول بروفسور جعفر إن المطلوب من الأجيال الجديدة المنشغلة حالياً في بناء الحزام والطريق أن تبني أيضاً حزاماً ثقافياً جديداً يسهم في تعزيز التواصل الإنساني والثقافي، حيث يحدثنا التاريخ كما تشير هذه الدراسة إلى أن بناء حزام ثقافي على طول الحزام الطريق سيسهم حتماً في السلام والاستقرار والازدهار الاقتصادي على طول الحزام والطريق الجديد.