بدأت الصين اتخاذ الإجراءات المجددة للوقائية ضد كوفيد-19 رسمياً يوم 8 يناير الجاري، حيث شهد هذا اليوم استئناف التخليص الجمركي في العديد من المعابر رسميًا، وأعيد فتح أبوابها للسياحة العابرة للحدود التي كانت متوقفة لمدة ثلاث سنوات، مصحوباً بارتفاع أسعار تذاكر الطيران وعمليات البحث والحجوزات الفندقية، والتطلعات الحثيثة للعديد من الدول للسياح الصينيين. داخلياً، يشعر الصينيون بالفعل بتغييرات واضحة مع التحسين المستمر لتدابير الوقاية من الوباء مؤخرًا، حيث باتت الشوارع مزدحمة بالسيارات، والمزيد من الناس في المطاعم والساحات الرياضية، والحشود المفقودة منذ فترة طويلة ظهرت في الأسواق الاستهلاكية. وبعد ثلاث سنوات من الرحلة الصعبة لمكافحة الوباء، كسبت الصين أخيرًا المبادرة الاستراتيجية لهذه المعركة الصعبة ودخلت نقطة تحول مهمة.
بعد تعديل الإجراءات الوقائية لكوفيد-19 من الفئة أ إلى الفئة ب، دخلت الوقاية من الأوبئة ومكافحتها في الصين مرحلة جديدة، وتحول تركيز العمل من الوقاية من العدوى إلى الحماية الصحية والوقاية من الأمراض الشديدة، ومن تحكم الأفراد والمناطق المعرضة للخطر إلى توفير الخدمات الصحية وإدارتها. وقد مرت الدفعة الأولى من المدن المعرضة لانتشار الوباء ذروة العدوى بسلاسة عموميا، إلا أنه لا تزال هناك أماكن كثيرة تواجه ضغط الوباء. وعلى الرغم من مرور أخطر لحظة، إلا أنها لا تزال بعيدة عن النقطة التي يمكننا إراحة أقدامنا عليها، ولا يعني تعديل الإجراءات الوقائية تخلى عن الوقاية، وإنما تقديم خدمات وضمانات أكثر دقة، وستكون متطلبات جميع جوانب العمل أعلى وليس أقل، وستختبر حكمة وشجاعة ومرونة الصين بشكل أكبر.
حظي تحسين إدارة تبادلات الأفراد بين الصين والدول الأجنبية باهتمام كبير من المجتمع الدولي بعد تخفيف الإجراءات الوقائية من الوباء، وكانت تطلعات النمو الاقتصادي والتبادلات الثقافية هي الأعلى. واشار الرأي العام الدولي بالإجماع إلى أن انفتاح الصين خبر جيد وسيؤدي إلى انتعاش صناعة السياحة العالمية، وأن الدول الآسيوية متفائلة بشكل خاص. ويعتقد وزير الصحة التايلندي أنوتين تشارنفيراكول أن هذه فرصة لإنعاش اقتصاد بلاده وتعويض الخسائر التي تكبدتها في السنوات الثلاث الماضية. كما يعتقد الرأي العام الدولي عمومًا أن الصين، التي تعمل باستمرار على تحسين وتعديل إجراءات الوقاية من الوباء، ستصبح أكبر قوة دافعة للنمو الاقتصادي العالمي.
منذ تفشي الوباء، زادت حصة الصين من صادرات البضائع العالمية من 13٪ في عام 2019 إلى 15٪ بحلول نهاية عام 2021، حيث لعبت دورًا رئيسيًا كعامل استقرار في سلسلة التوريد العالمية. وبعد تطبيق إجراءات مجددة، سيتم تسهيل تدفق الأفراد والخدمات اللوجستية بشكل أكبر، كما سيؤدي إلى زيادة الثقة في تنمية الاقتصاد العالمي.
وفي اليوم السابق للتنفيذ الرسمي للإجراءات الوقائية المجددة، بدأت فترة رحلة عيد الربيع في الصين، ومن التوقع أن يبلغ ملياري رحلة خلال هذه الفترة، أي ما يقرب من ضعف رقم العام الماضي و70 في المائة من مستويات عام 2019. سيشرع عدد لا يحصى من الناس أخذ طريق لم الشمل، وعلى الرغم من أنه قد لا تزال هناك صعوبات من نوع أو آخر على الطريق، إلا أنه لا يمكن أن يوقف عزم الناس الراسخ على المضي قدمًا معًا. ولقد أثبتت الحقائق أنه طالما أننا متحدون، فإننا سنتغلب على جميع العقبات، وطالما ثابتنا، فسنرى بالتأكيد النور. وإن هذا النوع من الإجماع هو الذي يسمح لنا ببناء اليقين وسط عدم اليقين ويعطينا الثقة في عملية التغلب على الصعوبات.