ينعقد المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني يوم الأحد الموافق 16 أكتوبر من العام الجاري في بكين، بعد أن اختتمت اللجنة المركزية الـ19 للحزب الشيوعي الصيني جلستها السابعة في العاصمة بكين يوم الأربعاء الموافق 12 أكتوبر من العام الجاري، في ظل سعي الصين الجدي الإستفادة من الخبرات والمكتسبات التاريخية لمواجهة التحديات الحالية والسعي لتحقيق المهمات المستقبلية. وعليه، فالصين تنظر للعالم وفق خصائص وملامح الإشتراكية ذات الخصائص الصينية النبيلة والتي تسعى لتحقيق السلام والتنمية، ومواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، وتعزيز التنمية المستدامة للعالم أجمع من خلال الإستقرار.
حيث يعيش العالم اليوم تناقضات وتحديات كبيرة ملموسة وغير ملموسة، وبذلك سعت وتسعى الدول الإستعمارية ومنذ عشرات السنين، وخاصة بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية في الثاني من سبتمبر عام 1945 وإنهيار جدار برلين في التاسع من نوفمبر عام 1989، لتعزيز هيمنتها ونفوذها ودورها الفعال تجاه العديد من القضايا الدولية بما يتناسب ومصالحها ومصالح حلفائها، ضاربة ً بعرض الحائط قيم السلام والحرية والمساواة التي ألقيت على عاتقها من أجل حماية النظام الدولي والمنظومة الدولية والمؤسسات الدولية وفقا ً لميثاق الأمم المتحدة الذي وقعته في السادس والعشرون عام 1945، وأصبح نافذا ً في 24 أكتوبر من نفس العام.
في المقابل، سعت الصين ومنذ نشأتها في الأول من أكتوبر عام 1949 لمحاربة الإستعمار والفكر الإستعماري الإمبريالي لما فيه من دمار على الإنسان وكرامته وحريته، وبذلك دعمت حركات التحرر الثورية أنذاك في العالم أجمع وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط، والتي كانت تعاني ويلات الإستعمار والإحتلال بهدف زعزعة إستقرارها ونهب خيراتها وثرواتها وتهجير سكانها. وأشرقت الصين الحديثة لتواجه التحديات الحالية من أجل مستقبل أفضل للجميع، حيث إستفادت من التجارب والخبرات التاريخية لترسم للإشتراكية ذات الخصائص الصينية طريق التقدم والتحضر وتحقيق النجاحات في كافة القطاعات، ليس فقط للصينيين وحسب وإنما للعالم أجمع العيش المشترك والفوز المشترك لنا جميعا ً.
نعم، إنها الصين التي تسعى وتناضل من أجل التغلب على التغيرات الإجتماعية والإقتصادية الكبرى، والتخفيف من حدة النزاعات والحروب الجيوسياسية والأيديولوجية، ومن حدة التحديات والمخاطر التي يعيشها العالم اليوم والتي من شأنها زعزعة الأمن والسلم الدوليين أيضا ً، لينعم الإنسان في كل مكان بكرامته وحريته ومساواته مع الأخرين بصرف النظر عن قوته ومعتقداته وجنسيته، والعيش في ظروف صحية جيدة، وصولا ً لسعادته والعيش المشترك مع الأخرين.
كذلك، فالصين تكافح بهدف تحقيق السلام والتنمية من خلال دبلوماستها الفاعلة على الصعيدين الإقليمي والدولي تجاه كافة القضايا الدولية ذات الإهتمام المشترك في المنظومة الدولية، فتطالب على سبيل المثال بضرورة التخلص من النظام الدولي أحادي القطبية، والذي كان من مفرزات الحرب العالمية الثانية وسقوط جدار برلين، بحيث سعت الدول الإستعمارية أنذاك لتعزيز نفوذها وهيمنتها على المنظومة الدولية ومؤسساتها بهدف التحكم بقرارات ومواثيق الشرعية الدولية بما يتناغم مع مصالحها ومصالح حلفائها في كل زمان ومكان. في المقابل، تناضل الصين الصديقة من أجل تعزيز نظام دولي تعددي قائم على إحترام سيادة القانون وسيادة الدول بصرف النظر عن قوتها وحجمها وثرواتها، وهذا من شأنه أن يعطي كل مظلوم ومقهور من تبعات الإستعمار والإحتلال حقه في أرضه وكرامته للعيش بسلام وطمأنينه وإستقرار.
وعليه، فالصين تنادي وتناضل من أجل الحفاظ على الحق في الحياة والعيش بكرامة، وهو أسمى حقوق الإنسان الذي ناضل وضحى من أجله الكثيرون وما زالوا يناضلون للحفاظ عليه ليومنا هذا، في فلسطين واليمن وسوريا ولبنان والعراق وغيرها من الأماكن المقهورة من ويلات الإستعمار والإحتلال.
بناءا ً على ذلك، يأتي إنعقاد المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني وكلنا ثقة أن تسير الصين وقيادتها المناضلة على نهج الإنسانية وميثاقها الأخلاقي المتمثل بتعزيز الإصلاح والإنفتاح والتنمية، كما عهدناها ونعهدها اليوم من خلال فاعلية الدبلوماسية الصينية الحديثة تجاه العالم أجمع، لننعم بالسلام والتنمية المستدامة من خلال تحقيق العدل والأمن والإستقرار لمجمل القضايا الدولية ذات الإهتمام المشترك، وفقا ً للقانون الدولي وشرعيته المبنية على الحرية وحق تقرير المصير للمقهورين وتحقيق المساواة وصولا ً للفوز المشترك وتحقيق المنفعة المتبادلة للجميع.
في المحصلة، سيكون هذا المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني الموقر، بمثابة المنصة الفكرية الرائدة لتعزيز الحوار والتعاون والتبادل والإنفتاح بهدف تحقيق السلام والإستقرار والتقدم، وصولا ً لتنمية مستدامة حقيقة وفعالة، ينعم من خلالها الجميع بالعيش المشترك والمصير المشترك.
* بقلم، علاء الديك، عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، طالب دكتوراه في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية.
15/10/2022
شنغهاي – الصين