شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ على بذل الجهود من أجل التنفيذ الكامل والصادق لسياسات الحزب الشيوعي الصيني لحوكمة شينجيانغ في العصر الجديد، مبرزا أهمية الاستقرار الاجتماعي والأمن الدائم باعتبارهما الهدف الشامل.
أدلى شي، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، بهذه التصريحات خلال جولة تفقدية في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين من الثلاثاء إلى اليوم (الجمعة).
وقد دعا شي إلى تنمية شينجيانغ لتصبح منطقة موحدة ومتناغمة ومزدهرة ومتقدمة ثقافيا، تتمتع بأنظمة بيئية صحية، ويعيش مواطنوها ويعملون في رضا.
خلال الجولة التفقدية، ذهب شي إلى أورومتشي، حاضرة المنطقة، ومدينتي شيختسي وتوربان، وزار جامعة ومنطقة ميناء بري دولي ومجتمعا سكنيا ومتاحف وقرية وفيلق شينجيانغ للإنتاج والتعمير، من بين مواقع أخرى.
وفي أثناء زيارته جامعة شينجيانغ بعد ظهر الثلاثاء، اطلع شي على تاريخها وتطورها وجهودها في رعاية المواهب وتعزيز التبادلات بين المجموعات القومية المختلفة. كما استمع إلى إحاطة من الطلاب الذين أجروا دراسة ميدانية.
وقال شي إن الصين، كدولة موحدة متعددة القوميات، تفتخر بعلاقات متناغمة بين مجموعاتها القومية المتنوعة والمتشابكة. وقال إن جميع المجموعات القومية تتمتع بالمساواة والوحدة والتقدم في ظل النظام الاشتراكي، مؤكدا أن نظريات وسياسات الحزب المتعلقة بالمجموعات القومية سليمة وحققت التأثير المنشود. ودعا إلى تعزيز البحث بشأن القضايا المجتمعية الأساسية للأمة الصينية.
وأوضح أنه خلال رعاية المواهب، من الضروري تعزيز الفضيلة. وطالب الجامعة بتسليط الضوء على مزاياها وخصائصها الفريدة وتدعيم فريق من المعلمين ذوي الكفاءات العالية وتحسين قدراتها البحثية والابتكارية.
وفي أثناء زيارته منطقة الميناء البري الدولي في أورومتشي، أشار شي إلى أن شينجيانغ قد تحولت من منطقة نائية مغلقة نسبيًا إلى طليعة وواجهة الانفتاح، حيث تعزز الدولة التوسع في الانفتاح وتنمية المناطق الغربية والبناء المشترك للحزام والطريق.
وشدد شي على المضي قدما في بناء المنطقة المحورية للحزام الاقتصادي لطريق الحرير ودمج استراتيجية الانفتاح الإقليمي لشينجيانغ في الخطة الشاملة للبلاد للانفتاح غربا.
وسلط الضوء على أهمية ابتكار نظام لاقتصاد مفتوح وتعزيز بناء ممرات انفتاح كبيرة والاستفادة بشكل أفضل من الأسواق والموارد المحلية والدولية وخدمة نمط التنمية الجديد والاندماج فيه على نحو فعال.
كما دعا إلى التمسك بسياسة (زيرو-كوفيد) الديناميكية، مطالبا باستجابة موجهة ضد كوفيد-19 تكون ملائمة للمواطنين.
وفي صباح الأربعاء، زار شي مجتمع قويوانشيانغ السكني في ناحية تيانشان في أورومتشي، حيث يشكل الأشخاص من الأقليات القومية أكثر من 95 بالمئة.
وقال بعد مشاهدة عرض للأطفال، إن تعليم الثقافة الصينية التقليدية الجميلة للشباب في سن مبكرة سيساعد في إرساء أساس متين لمواصلة الثقافة الصينية التقليدية الجميلة.
وقال في أثناء زيارته منزل أحد السكان المحليين، إن الوحدة القومية هي شريان الحياة لجميع المجموعات القومية في البلاد، وجميع المجموعات القومية في شينجيانغ أعضاء لا ينفصلون عن الأسرة الكبيرة للأمة الصينية، داعيا إلى الاعتزاز بنتائج الاستقرار والوحدة التي جرى تحقيقها بالفعل.
وحث على بذل الجهود للاستفادة الكاملة من الدور الأساسي لمنظمات الحزب على مستوى المجتمعات لضمان أن تكون جميع المجموعات القومية مثل الإخوة والأخوات الذين يساعدون بعضهم البعض.
وزار شي متحف منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم وشاهد عرضا لملحمة "مناص" للأقلية القومية القيرغيزية في المتحف. وقال إن الحضارة الصينية شاملة وعميقة، ولها تاريخ طويل يمتد إلى العصور القديمة، وطالب ببذل جهود للحفاظ على التراث الثقافي غير المادي وتوارثه على نحو أفضل، والمضي قدما بالثقافات التقليدية الجميلة لجميع المجموعات القومية.
وأشاد شي خلال زيارته مدينة شيختسي بعد ظهر يوم الأربعاء، بإسهامات فيلق شينجيانغ للإنتاج والتعمير التي لا تمحى في تعزيز تنمية شينجيانغ والوحدة القومية والاستقرار الاجتماعي وأمن الحدود.
وقال إن الفيلق يتمتع بدرجة عالية من الميكنة الزراعية والظروف الجيدة للإنتاج الزراعي على نطاق واسع والتشغيل الصناعي، وحث شي الفيلق على لعب دور أكبر في ضمان الأمن الغذائي للبلاد وكذا إمدادات المنتجات الزراعية الهامة.
وطالب شي بتعزيز العلوم والتكنولوجيا الزراعية ودعم المعدات لتطوير المنتجات والصناعات الزراعية التنافسية في ضوء الظروف المحلية، وتعزيز التنمية الخضراء والفعالة للزراعة وتربية الحيوانات.
ووصف شي الوضع الاستراتيجي للفيلق بأنه "لا يمكن الاستغناء عنه"، وأعرب عن أمله في أن يطلق الفيلق العنان لدوره كعامل استقرار لتأمين المناطق الحدودية وبوتقة تنصهر فيها الأفراد من جميع المجموعات القومية معا ونموذج للقوى الإنتاجية المتقدمة والثقافة.
وقام شي بجولة في مدينة توربان يوم الخميس، وزار وادي العنب وقرية محلية وأطلال جياوخه.
وشدد على بذل الجهود لتحقيق توازن مناسب بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحماية البيئة الإيكولوجية، وتوطيد الإنجازات التي تحققت في القضاء على الفقر والبناء عليها، وإحراز تقدم قوي في النهوض الريفي، وتعزيز الحفاظ على التراث الثقافي واستخدامه.
وفي صباح الجمعة، استمع شي إلى تقارير عمل من لجنة الحزب المحلية والحكومة المحلية والفيلق، وأشاد بالتقدم المحرز في شينجيانغ.
وقال إن دعم الشعب هو أهم عامل في الحفاظ على الاستقرار طويل الأمد في شينجيانغ، وحث على اتخاذ تدابير لضمان الحفاظ على الاستقرار وفقا للقانون وعلى أساس منتظم.
وشدد على تعزيز الإحساس بالانتماء المجتمعي للأمة الصينية وتعزيز التبادلات والتفاعلات والتكامل بين المجموعات القومية المختلفة، ومساعدتها على البقاء متحدة بشكل وثيق مثل بذور الرمان التي تلتصق ببعضها البعض.
وأشار شي إلى الحاجة إلى تحسين قدرة حوكمة الشؤون الدينية وتحقيق التنمية الصحية للأديان.
وقال إنه يتعين بذل جهود معززة لدعم مبدأ أن الإسلام في الصين يجب أن يكون صيني التوجه، ولتكيف الأديان مع المجتمع الاشتراكي.
وأضاف أنه ينبغي ضمان الحاجات الدينية الطبيعية لأصحاب المعتقدات الدينية، ويجب أن يتحدوا بشكل وثيق حول الحزب والحكومة.
وشدد على أهمية الهوية الثقافية، ودعا إلى تثقيف وتوجيه المواطنين من جميع المجموعات القومية لتعزيز هويتهم مع الوطن الأم والأمة الصينية والثقافة الصينية والحزب الشيوعي الصيني والاشتراكية ذات الخصائص الصينية.
وقال إن إنجازات التنمية يجب أن تعود بالفائدة على رفاهية الشعب بشكل أفضل وأن تحشد دعمه، داعيا إلى بذل جهود لتسريع التنمية عالية الجودة لاقتصاد المنطقة وزيادة خلق فرص العمل وتحسين الآلية طويلة الأجل للتنمية المستدامة في المناطق الريفية.
وحث شي شينجيانغ على تكثيف جهود مكافحة التلوث والالتزام بالخطوط الحمراء للحماية الإيكولوجية.
كما دعا شينجيانغ إلى مزيد من الانفتاح وتعزيز تنمية المنطقة المحورية للحزام الاقتصادي لطريق الحرير.
وقال شي إنه يتعين على سلطات الحزب ممارسة حوكمة ذاتية كاملة وصارمة، مضيفا أنه يتعين على المنطقة تحسين هياكل الأجهزة القيادية وإفساح المجال كاملا لأدوار الكوادر من الأقليات القومية.
وحث شي الفيلق على لعب دور أكبر في تحقيق الأهداف الشاملة لشينجيانغ، ودفع تنميته المتكاملة مع القطاعات المدنية.
كما دعا إلى بذل مزيد من الجهود في تضافر المساعدات إلى شينجيانغ.
قبل اجتماع يوم الجمعة، التقى شي ممثلي المسؤولين الحاليين والمتقاعدين على مستويات مختلفة في المنطقة، وكبار المسؤولين في الفيلق ومسؤولين من الإدارات ذات الصلة، وممثلي المجموعات القومية والقطاعات المختلفة، والكوادر العاملة على برامج المساعدة ومسؤولي إنفاذ القانون ووطنيي الدوائر الدينية.
كما التقى شي صباح الجمعة ضباط الجيش والقوات المتمركزة في المنطقة.
المصدر: وكالة شينخوا