عقد اجتماع افتراضي بين شي وبوتين

الناشر:汪倩

تاريخ النشر:
2021-12-16

عقد الرئيس شي جينبينغ لقاء افتراضيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في بيجينغ مساء يوم 15 ديسمبر عام 2021.

أشار شي جينبينغ إلى أنني سعيد جدا بعقد لقاء افتراضي معكم في نهاية العام، وهو اللقاء الثاني بيننا خلال هذا العام واللقاء الـ37 بيننا منذ عام 2013. أثمن عاليا ما تفضلتم مؤخرا في عدة المناسبات بالإشادة بالعلاقات الصينية الروسية كـ"نموذج للتعاون والتنسيق بين دول العالم في القرن الـ21"، وما أعربتم عنه من الدعم الثابت للصين في الدفاع عن مصالحها الجوهرية ورفض محاولات زرع الشقاق بين الصين وروسيا. إنني مستعد للعمل معكم على استعراض الإنجازات الجديدة في العلاقات الثنائية لهذا العام على نحو شامل، ووضع خطط جديدة للتعاون في كافة المجالات، بما يدفع تطور العلاقات الثنائية بشكل مستمر وبجودة عالية.

أكد شي جينبينغ أنه على ضوء تشابك التغيرات التي لم يشهدها العالم منذ مائة سنة وجائحة القرن، قد دخل العالم الآن مرحلة من الاضطرابات والتحولات. وإن العلاقات الصينية الروسية صمدت أمام اختبارات وصعوبات مختلفة، وأظهرت حيوية جديدة. وأبقى على التواصل والتنسيق مع فخامتكم عبر السبل المختلفة حول المواضيع الهامة، ونتمسك بعجلة القيادة ونحدد الاتجاه معا للعلاقات الصينية الروسية. وقد أعلن الجانبان بشكل رسمي عن تمديد "اتفاقية التعاون وحسن الجوار بين الصين وروسيا" وإضفاء مقومات العصر الجديد عليها، ويتبادل الجانبان الدعم الثابت في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية للجانب الآخر، مما ساهم في الدفاع عن الكرامة الوطنية لكل من البلدين والمصالح المشتركة لهما.

أشار شي جينبينغ إلى أن التعاون العملي بين الصين وروسيا في كافة المجالات أظهرت مزايا كبيرة من حيث السياسة والفرصة. إذ أن حجم التبادل التجاري الثنائي تجاوز خلال الأرباع الثلاثة الأولى 100 مليار دولار أمريكي لأول مرة، ومن المتوقع أن يسجل هذا الحجم رقما سنويا قياسيا جديدا. واختتمت بنجاح الفعاليات في إطار سنة الابتكار العلمي والتكنولوجي بين الصين وروسيا، وتم تنفيذ سلسلة من المشاريع الاستراتيجية الكبيرة بشكل سلس، وتطورت المواءمة بين التشارك في بناء "الحزام والطريق" والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي تطورا سلسا. وأظهر البلدان بنشاط مسؤوليتهما كدولتين كبيرتين، وأصبح البلدان دعامة لممارسة تعددية الأطراف الحقيقية وصيانة العدل والإنصاف الدوليين من خلال التضامن مع المجتمع الدولي لمكافحة الجائحة وتوضيح المقومات الحقيقية للديمقراطية وحقوق الإنسان.

أشار شي جينبينغ إلى أن الحزب الشيوعي الصيني سيعقد المؤتمر الوطني الـ20 في العام المقبل، كما أن روسيا ستدخل المرحلة الحاسمة لتنفيذ "الأهداف الوطنية لتنمية روسيا حتى عام 2030". ويجب على الجانبين التمسك بتبادل وتقاسم فرص الانفتاح والتمسك بدفع أجندة التنمية العالمية، ولعب دور في إقامة نوع جديد من العلاقات الدولية وإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

أشار شي جينبينغ إلى أن الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني انعقدت مؤخرا بنجاح، حيث تم اعتماد وإصدار قرار تاريخي جديد يستخلص بشكل شامل المنجزات الهامة والتجارب التاريخية لكفاح الحزب الممتد لمائة عام. أقول دائما إن هدفنا طموح جدّا، لكنه بسيط جدا أيضا، ألا وهو تحقيق حياة سعيدة لجميع أبناء الشعب الصيني في نهاية المطاف. إن فلسفتنا الأساسية في الحكم هي وضع الشعب فوق كل الاعتبارات. إن الصين وروسيا كلتيهما دولة كبيرة ولكل منهما تأثير عالمي. كما نجحت الدولتان في ايجاد الطريق التنموي الذي يتناسب مع الظروف الوطنية. إن الصين ستواصل كالمعتاد دعمها الثابت لجهود روسيا في صيانة الأمن والأمان الدائمين للبلاد. وأحرص على التبادل الدائم معكم حول خبرات الحكم والإدارة على نحو صريح ومعمق، والعمل معكم على قيادة العلاقات الصينية الروسية نحو تطورات مستمرة وعالية المستوى، وقيادة البلدين لتحقيق النهضة الوطنية.

أشار شي جينبينغ إلى أن القوى بعينها في العالم تتدخل بشكل تعسفي في الشؤون الداخلية الصينية والروسية تحت ستار "الديمقراطية" و"حقوق الإنسان"، وتدوس بشكل غليظ القانون الدولي وقواعد العلاقات الدولية المعترف بها. لذا، ينبغي للصين وروسيا إجراء المزيد من العمليات المشتركة، بما يصون المصالح الأمنية للجانبين بفعالية أكبر. كما ينبغي للجانبين تعزيز التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية، وإطلاق صوت أعلى في مجال الحوكمة العالمية، ووضع خطط ملموسة قابلة للتنفيذ في القضايا الكونية مثل مكافحة الجائحة وتغير المناخ، والدفاع عن العدل والإنصاف الدوليين بكل ثبات في معالجة القضايا الساخنة على الصعيدين الدولي والإقليمي، والرفض القاطع لممارسات الهيمنة وعقلية الحرب الباردة التي تستتر تحت عباءة "تعددية الأطراف" و"القواعد".

أشار شي جينبينغ إلى أنه منذ العام الماضي، تعاونت الصين وروسيا بنشاط في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، الأمر الذي جسد تجسيدا حيا ما تتسم به العلاقات الثنائية من التساند والتآزر، وقدم مساهمات إيجابية في تدعيم تضامن المجتمع الدولي في مكافحة الجائحة وإقامة مجتمع تتوفر فيه الصحة للجميع. إن الجانبين في حاجة إلى مزيد من السبل والتوجه نحو نفس الاتجاه واتخاذ مزيد من الإجراءات الفعلية الرامية إلى إزالة العقبات على أرض الواقع بشرط منع انتشار الجائحة عبر الحدود. إننا على استعداد لتعزيز التعاون والتواصل مع الجانب الروسي في مجالات اختبار الفيروسات وتطوير اللقاحات والأدوية.

أشار شي جينبينغ إلى ضرورة تقاسم الفرص التنموية بين الجانبين في ظل الأوضاع الجديدة وزيادة حجم كعكة التعاون، واغتنام فرصة جولة جديدة من الثورة التكنولوجية والتحول الصناعي لتسريع وتيرة التعاون في الصناعات التكنولوجية المتقدمة. بما أن التعاون الصيني الروسي في مجال الطاقة يتميز بقاعدة متينة وقواسم مشتركة كثيرة، فينبغي أن يعمل الجانبان على توطيد التعاون القائم في الطاقة التقليدية وتوسيع التعاون في الطاقة الجديدة والدفع بحزمة من التعاون في مجال الطاقة النووية وبحث آفاق جديدة للتعاون في الطاقة المتجددة.

أشار شي جينبينغ إلى أنني طرحتُ مبادرة التنمية العالمية في الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي. وكانت المبادرة تمثل منفعة عامة عالمية أخرى وفّرها الجانب الصيني، في ظل التحديات السوقية التي تواجهها مختلف الأطراف خاصةً دول الأسواق الناشئة والدول النامية، من أجل تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة. يحرص الجانب الصيني على تعزيز التعاون مع الجانب الروسي للعب دورهما في استكمال الحوكمة العالمية والدفع بقضية التنمية العالمية.

فيما يخص التعاون الإقليمي، أشار شي جينبينغ إلى أنه على مدى 20 عاما منذ تأسيس منظمة شانغهاي للتعاون، ظلت الصين وروسيا تحافظان على مستوى عال من التعاون والتنسيق الاستراتيجيين، وتلتزمان مع سائر الدول الأعضاء سويا بـ"روح شانغهاي" بثبات، وتعملان على مواصلة تعزيز الوحدة والثقة المتبادلة وتعميق التعاون في كافة المجالات. يجب على الجانبين دعم الدول الأعضاء للمنظمة في الدفع بأجنداتها السياسية الداخلية المهمة بشكل متزن وعدم السماح على الإطلاق للقوى الخارجية بالتدخل في شؤون دول المنطقة بأي ذريعة. يجب التمسك الثابت بالاتجاه الصحيح لتنمية منظمة شانغهاي للتعاون والسير على طريق التضامن والتعاون وتقاسم السراء والضراء والانفتاح والتمازج والاستفادة المتبادلة والعدالة والإنصاف. إن الجانب الصيني على استعداد لمواصلة التعاون بأشكاله المرنة والمتنوعة مع الجانب الروسي وغيره من الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، من أجل صيانة الأمن والاستقرار في المنطقة.

فيما يخص تعاون بريكس، أشار شي جينبينغ إلى أن الجانب الصيني سيتولى رئاسة مجموعة البريكس في العام المقبل، وستستضيف الدورة الرابعة عشرة لقمة دول البريكس وغيرها من الفعاليات. نحرص على البقاء على التنسيق الاستراتيجي العالي المستوى مع الجانب الروسي ودفع دول البريكس لتعميق التعاون في كافة المجالات على نحو شامل. علينا الدعوة إلى تطبيق تعددية الأطراف الحقيقية ودعم منظومة التجارة المتعددة الأطراف وبناء الاقتصاد العالمي المنفتح. علينا تعزيز التعاون العملي بين دول البريكس وتعميق التعاون في مجال الصحة العامة وتعميم نمط تعاون "بريكس بلس" وتوسيع نطاق الاستفادة لتعاون بريكس. أثق بأن تعاون بريكس سيحقق نتائج إيجابية بكل التأكيد في العام المقبل تحت الجهود المشتركة من الصين وروسيا.

فيما يخص التعاون في مجلس الأمن الدولي، أشار شي جينبينغ إلى ضرورة تعزيز التنسيق بين الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي بشأن تعميق التعاون في مكافحة الجائحة وصيانة السلام والأمن الدوليين وتعزيز التعافي الاقتصادي في ظل الأوضاع الراهنة، والتجاوب مع التطلعات السائدة في المجتمع الدولي بشكل إيجابي. يحرص الجانب الصيني على البقاء على التواصل الوثيق مع الجانب الروسي.

تبادل الجانبان وجهات النظر حول العلاقات بين الدول الكبرى ومسألة الديمقراطية في الوقت الراهن. أكد شي جينبينغ أن الديمقراطية تعد سعيا جميلا وقيمة مشتركة للبشرية جمعاء، وهي تمثل أيضا حقا لشعوب العالم. إن الشعب هو المؤهل الوحيد الذي يحكم على ما إذا كانت بلاده ديمقراطية أم لا، وهو يقرر كيفية تحقيق الديمقراطية فيها بشكل أفضل. ويجب التعامل مع الشؤون الدولية بالتشاور بين دول العالم، وإن الدفع بدمقرطة العلاقات الدولية وتطبيق تعددية الأطراف الحقيقية يمثل تطلعات الشعوب والتوجه العام. إن الجانب الصيني على استعداد لتعزيز التواصل والتنسيق مع الجانب الروسي لتوجيه المجتمع الدولي نحو تكريس المفهوم الصحيح للديمقراطية والدفاع عن الحق الديمقراطي المشروع لدول العالم.

من جانبه، قال بوتين إن العلاقات الروسية الصينية تمر حاليا بأفضل المراحل ولا مثيل لها في التاريخ، حيث تعكس هذه العلاقات درجة عالية من الثقة الاستراتيجية المتبادلة، بما يشكل نموذجا في تحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية وتبادل الاحترام لمصالح الجانب الآخر، وقدوة يحتذى بها للعلاقات الدولية في القرن الـ21. يصادف هذا العام الذكرى الـ20 للتوقيع على اتفاقية التعاون الودي وحسن الجوار بين روسيا والصين، وأعلن الجانبان رسميا عن تمديدها. على الرغم من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، ظل الجانبان يحافظان على التبادلات الوثيقة، ويقومان بنشاط بدفع التعاون العملي في مختلف المجالات مثل الاقتصاد والتجارة والطاقة والتكنولوجيا ليتقدم بخطوات ثابتة، ويجريان التواصل والتنسيق في الشؤون الدولية والإقليمية. وإن التنسيق الاستراتيجي بين روسيا والصين قد أصبح عاملا إيجابيا مهما سواء في معالجة القضايا الدولية الساخنة بشكل فعال وفي صيانة السلام الدولي، ولعب دورا مهما في ترسيخ النظام الدولي القائم على أساس القانون الدولي. أتطلع إلى زيارة الصين وحضور افتتاح أولمبياد بيجينغ الشتوية قريبا، ويرفض الجانب الروسي دائما محاولات تسييس الرياضة، وأتطلع إلى تبادل وجهات النظر معكم على نحو معمق حول القضايا الهامة ذات الاهتمام المشترك آنذاك، بما يدفع تطور العلاقات الروسية الصينية على مستوى عال وبشكل مستمر. ويحرص الجانب الروسي على مواصلة تعزيز التعاون مع الجانب الصيني في مجالات الاقتصاد والتجارة والنفط والغاز والمالية والفضاء والطيران والمشاريع الاستراتيجية الكبرى، وتعزيز المواءمة بين الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي ومبادرة "الحزام والطريق"، وتعزيز التعاون في مكافحة الجائحة ورفض تسييس الجائحة، ومواصلة تعزيز التواصل الشعبي وإنجاح فعاليات سنة التبادل الرياضي خلال العامين المقبلين. إن الجانب الروسي سيدعم بالموقف الأقوى موقف الحكومة الصينية العادل من المسائل المتعلقة بتايوان، ويرفض بثبات محاولات من أي قوة للمساس بمصالح الجانب الصيني باستغلال المسائل المتعلقة بتايوان، ويرفض بحزم تشكيل دوائر صغيرة بأي شكل من الأشكال في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ولن تنجح أي محاولة لزرع الشقاق بين روسيا والصين. إن الجانب الروسي حريص على مواصلة تعميق التنسيق الوثيق مع الجانب الصيني في منظمة شانغهاي للتعاون ومجلس الأمن الدولي وغيرهما من المحافل الدولية ودعم أعمال الجانب الصيني عند توليه رئاسة مجموعة البريكس في العام القادم. كما أن الجانب الروسي يرفض بحزم محاولات التدخل في الشؤون الداخلية للصين وروسيا واحتواء المصالح التنموية المشروعة للبلدين، ويعمل على الدفاع عن العدل والإنصاف الدوليين وحماية الأمن والاستقرار الاستراتيجيين الدوليين. وإن الجانب الروسي على استعداد لتعزيز التواصل مع الجانب الصيني فيما يخص سبل الحفاظ على الحقوق الديمقراطية الحقيقية لجميع الدول.

كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايا الدولية والإقليمية الأخرى ذات الاهتمام المشترك.

واتفق الرئيسان على الالتقاء في بيجينغ في فبراير العام المقبل.

حضر اللقاء كل من دينغ شيويشيانغ ووانغ يي وخه ليفونغ وغيرهم.