في اليوم ال26 من نوفمبر، أقام مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية الندوة الافتراضية بين الخبراء الصينيين والعرب حول الإصلاح والتنمية وموضوعها " التعاون في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك وبناء منصة الحوار متعددة الأطراف في منطقة الخليج" بالتكليف من وزارة الخارجية الصينية. حضر الندوة سعادة السفير جعفر كرار أحمد سفير جمهورية السودان لدى جمهورية الصين الشعبية وسعادة السفير لي تشنغون سفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية ورئيس اللجنة الأكاديمية لمعهد شنغهاي للدراسات الدولية أ.د. يانغ جيميان ورئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي السعودي أ. د. يحيى محمود بن جنيد وغيرهم من الخبراء داخل الصين وخارجها. ألقى أ.د. تشو ويليه مدير لجنة الخبراء لمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية كلمة في الجلسة الافتتاحية للندوة وقام أ. د. وانغ قوانغدا المدير التنفيذي للمركز بتقديم الندوة.
تتقسم الندوة على محورين. المحور الأول هو التعاون في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك والثاني هو بناء منصة الحوار متعددة الأطراف في منطقة الخليج حيث ألقى أ. د. يانغ جيميان رئيس اللجنة الأكاديمية لمعهد شنغهاي للدراسات الدولية وسعادة السفير جعفر كرار أحمد سفير جمهورية السودان لدى جمهورية الصين الشعبية وأ. د. يانغ قوانغ رئيس الجمعية الصينية لدراسات الشرق الأوسط وأ. د. يحيى محمود بن جنيد رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي السعودي وأ.د. دينغ جون مدير معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية ود. إبراهيم محمد فيصل مستشار وزير الخارجية العراقي وأ. د. شيوي تشنغقوه أستاذ بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين ود. هشام القروي باحث رئيسي بمركز مستقبل الخليج/ لندن وأ.د. وانغ ييوي أستاذ بكلية العلاقات الدولية لجامعة رنمين الصينية ود. وانغ لينتسونغ نائب مديرمعهد دراسات غرب آسيا وأفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية وأ.م.د. شريفة فاضل محمد أستاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة بورسعيد المصرية ود. ني شينتشون مدير معهد دراسات الشرق الأوسط للأكاديمية الصينية للعلاقات الدولية الحديثة وأ. د. قوه شويونغ عميد كلية العلاقات الدولية والشؤون العامة بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية ود. بيان العمري المدير التنفيذي لمركز دراسات الشرق الأوسط الأردني وسعادة السفير لي تشنغون سفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية ولواء الدكتور/ سيد غنيم رئيس معهد شؤون الأمن العالمي والدفاع(الإمارات) ود. تانغ تشيتشاو مدير مركز الدراسات للتنمية والحوكمة في الشرق الأوسط لمعهد دراسات غرب آسيا وأفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية وأ.د. ابتسام محمد العامري مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بجامعة بغداد وأ.د. دينغ لونغ مدير مركز دراسات الخليج التابع لجامعة الاقتصاد والتجارة الدولية ود. غازي بن أحمد رئيس المبادرة المتوسطية للتنمية وأ.د. وانغ قوانغدا المدير التنفيذي لمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية وأ.م.د. نادية حلمي أستاذ مساعد في العلوم السياسية بجامعة بني سويف المصرية كلمات بالتوالي.
قال الأستاذ تشو ويليه في كلمته: قد أرسل الأمين العام شي جين بينغ رسائل التهنئة للندوة الصينية العربية ودفع التضامن والصداقة والتعاون الاستراتيجي بين الجانبين الصيني والعربي، مما أبرز أهمية عظيمة لبناء المجتمع العربي الصيني للمستقبل المشترك في الوقت الراهن.
خلال المحور الأول، قام الخبراء الحاضرون بقراءة عميقة حول مفهوم المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك وسبل بنائه.
قال الأستاذ يانغ جيميان إنه يجب علينا أن نخطط سبل ملاءمة استراتيجيات الجانبين لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك من خلال ثلاثة مجالات وهي مجال الوعي المتقدم وملاءمة الاستراتيجيات ومجال حسن استخدام المنصة والسعي وراء التقدم في الاستقرار ومجال فكرة موجهة نحو المشكلة والمواجهة المشتركة للتحديات.
قال جعفر كرار أحمد إن تعزيز إشاء الآليات هو مفتاح لدفع تقدم المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك إلى مستوى أعمق. قد صبت منتدى التعاون الصيني العربي منذ تأسيسها قوة محركة جديدة لعلاقة الصداقة الصينية العربية، وسيعزز الجانبين بناء الآليات في المستقبل.
رأى الأستاذ يانغ قوانغ إن التعاون في الطاقة هو محور رئيسي للتعاون الصيني العربي، على الجانبين إجراء تخطيط مشرف وواستراتيجي في مجال الطقات المتجددة في أسرع وقت ممكن.
استعرض الدكتور يحي محمود بن جنيد الأحداث المهمة التي وقعت في تاريخ التعامل الحضري بين الصين والدول العربية مشيرا إلى أنه لا بد منا أن ندفع تشكيل نقاط الملتقى بين الأمة الصينية والأمة العربية بفعلية أكثر من خلال المشاريع التعاونية ودعوة الإعلام.
قال الأستاذ دينغ جون إن بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك هو أساس فكري لبناء المستقبل المشترك للبشرية ويتمتع بأصول تاريخية عميقة وقوة واقعية جبارة. وبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك يقتضي الجهود المشتركة من مختلف الأطراف.
رأى الدكتور إبراهيم محمد فيصل أن الصين هي رائد في مجال بناء البنية التحتية والبترول هو المفتاح وإن بناء ميناء الفاو العراقي له أهمية عظيمة لضمان أمن الطاقة ودفع تعميق وتعزيز مبادرة الحزام والطريق.
قال الدكتور شيوي تشنغقوه إن بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك يناسب الرغبة المشتركة للجانبين. فيجب على الجانبين تعزيز التعاون ومساعدة بعضها البعض ووضع التنمية والمكان الأول في العصر بعد الوباء، بما يحقق تكلمل المزايا.
قال الدكتور هشام القروي: في عملية تطوير العلاقات الصينية العربية عوامل جاذبية وعوامل طاردة والعوامل الطاردة تتمثل رئيسيا في الإرهاب والحروب، ويجب على الجانبين الصيني والعربي إيلاء اهتمام بالغ لها.
رأى الأستاذ وانغ ييوي أن المجتمع العربي الصيني العربي للمستقبل المشترك تتمثل في دعمها للبعض في سبلهما تناسب ظروفهما ومن خلال التشارك في بناء الحزام والطريق لتصبحا شريكي التعاون.
رأى الأستاذ وانغ لينتسونغ أن المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك لا يطارد الآخرين ومراحل البناء تحتوي على المجتمع المشترك في المصالح والمجتمع المشترك في التنمية والمجتمع المشترك في المصير. وسبل البناء تحتوي على مجال تعزيز أساس المصالح ومجال إكمال ودفع بناء الآليات ومجال تشكيل القيم المشتركة.
أشار شريفة فاضل محمد إلى أن بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك يواجه تحديات عديدة مثل الهيمنة والاضطراب السياسي، فيجب على الصين استخدام وسائل الإعلام لدحض تشويه الغرب السيئ للتقارب بين قلوب الشعبين والاستفادة المتبادلة بين الحضارتين.
رأى الدكتور نيو شينتشون أن اتجاه التقلص الاستراتيجي الأمريكي في الشرق الأوسط برزت في ظل التغيرات التي لم يشهدها العالم منذ مائة سنة، ويقع الجانبين الصيني والعربي في مرحلة التحول والتصاعد الاقتصادي ويبحثان عن سبل تناسب حكمهم وتنميتهما.
رأى الأستاذ قوه شويونغ أن خصائص المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك الرئيسية تحتوي على أربع خصائص، الأول اتخاذ المجتمع المشترك الثقافي المتمثل في الاستفادة المتبادلة بين الحضارتين خلفية، الثاني اتخاذ المجتمع المشترك المصيري المتمثل في التشارك في نفس المصير رابطة، الثالث اتخاذ المجتمع المشترك للمصالح المتمثلة في مبادرة الحزام والطريق قوة محركة، الرابع اتخاذ المجتمع المشترك للمسؤولية المتمثلة في حوكمة أمنية رافدة.
قال الدكتور بيان العمري إن أهمية العلاقة الثنائية ارتفعت يوميا بعد إنشاء منتدى التعاون الصيني العربي. وفي العصر بعد الوباء، يجب على الجانبين تعزيز التعاون وبناء طريق الحرير الصحي بشكل مشترك لجعل الأزمة فرصة.
في المحور الثاني، طرح الخبراء الحاضرون آراءهم حول فرص وتحديات بناء منصة الحوار متعددة الأطراف في منطقة الخليج وأهميته وآليته.
قال السفير لي تشنغون في كلمته إن الصين باعتبارها صديقا حميما وشريكا عزيزا للدول العربية في المنطقة، تسعى وراء تعميق التعاون المتبادلة المنافع معها باستمرار وتساعد المنطقة على ترسيخ أساس التنمية والاستقرار. تثق الصين دائما بأن منطقة الخليج يجب عليها ولها إمكانية كافية أن تصبح واحة يسودها الأمن والازدهار والرخاء.
قال لواء الدكتور/ سيد غنيم إن بناء منصة الحوار متعددة الأطراف في منطقة الخليج له أهمية كبيرة لبناء نظام الشرق الأوسط الجديد وحل الخلافات الإقليمية.
رأى الدكتور تانغ تشيتشاو: فيما يخص بمشاكل الأمن في منطقة الخليج، تثابر الصين على اتخاذ بناء علاقة دولية جديدة النمط ومفهوم الأمن الجديد النمط مرشدا وتلتزم بمفهوم "تعزيز الأمن من خلال التنمية“ ومفهوم "تعزيز الأمن من خلال التعاون" لأن تلعب دور التنسيق والوساطة.
رأت الأستاذة ابتسام محمد العامري أن صورة الصين كدولة كبيرة مسؤولية تمكنها من التمتع بالمزية الطبيعية لبناء واحة الأمن في الخليج. ولدفع استمرار واستقرار مبادرة الحزام والطريق، يجب على الصين وضع خطة استراجية جغرافية سياسية واقتصادية.
قال الأستاذ دينغ لونغ إن المبادئ الثلاث لوضع حوار الأمن الخليجي في موضع التنفيذ يجب عليها أن تنطلق من تقديم مناسبة الحوار أولا؛ والثاني الاهتمام بشمولية المفاوضة حيث يدرج إيران؛ والثالث اتخاذ الحفاظ على آليات الأمن الإقليمي مثل اتفاقية إيران النووية أهدافا مرحلية؛ والرابع اتخاذ بناء منظومة الأمن في منطقة الخليج هدفا طويل المدى.
أشار غازي بن أحمد أن منطقة الخليج مرسى الاستقرار في منطقة الشرق اللأوسط، ومن الضروري الكبح عن الانتشار النووي. يجب على كل الأطراف السعي لإيجاد نقاط مشتركة، والتغلب على اختلاف السياسات ووضع صراع المذاهب جانبا وبذل جهود مشتركة للسعي وراء المساواة والحوار والتشاور.
قال الدكتور وانغ قوانغدا إن مبادرة الصين المتمثلة في بناء منصة الحوار متعددة الأطراف في منطقة الخليج هي منتج مشترك ذات الخصائص الصينية قدمتها الصين للمجتمع الدولي ودول المنطقة وتهدف إلى تعزيز التضامن والتعاون بين دول المنطقة وبناء الخليج الآمن لشعوب المنطقة ودفع بناء المصير المشترك للبشرية.
رأت أ.م.د. نادية حلمي: في ظل خلفية التوترات بين الدول الخليجية وإيران، برزت أهمية بناء منصة حوار متعددة الأطراف في منطقة الخليج بشكل متزايد.
في ختام الندوة، ألقى رئيس مركز البحوث والتواصل المعرفي السعودي أ. د. يحي محمود بن جنيد وجعفر كرار أحمد سفير جمهورية السودان وأ. د. يانغ قوانغ رئيس الجمعية الصينية لدراسات الشرق الأوسط تعليقات على كلمات الحاضرين بالتوالي. أعربوا أن بناء منصة الحوار متعددة الأطراف هو مشروع الصين الذي طرحتها الصين لأول مرة لحل مشكلة الأمن في الشرق الأوسط، وإذا لم تحل الاضطراب والمشكلة التنموية في الشرق الأوسط، يصعب على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك أن يتقدم. وهذه الندوة تواكب العصر وتتمتع بكمية ضخمة من المعلومات، إذا يعقد مثل هذا نشاط الحوار لمراكز الفكر بشكل طبيعي، فلا بدا أن يقدم مساعدة فكرية لحل مشاكل الشرق الأوسط.
تمت إقامة المنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية برعاية وزارة الخارجية الصينية، وهو أحد مشاريع العلامات لمراكز الفكر الراقية للمركز. ودعا المنتدى ممثلين من الأوساط السياسية والأكاديمية والتجارية في الصين والدول العربية للتبادل المشترك ومناقشة مسار التعاون والإصلاح والتنمية بين الصين والدول العربية، وعُقدت الدورة الأولى والثانية في 23 أبريل 2018م و15 أبريل 2019م. تم تغييره إلى الندوة الافتراضية بسبب الوباء في العام. إن نجاح انعقاد هذه الندوة الافتراضية أبرز دور المركز كمنصة لتبادل آراء الجانبين في الإصلاح والانفتاح وحكم البلاد ويساعد على تعزيز الملاءمة العميقة للاستراتيجيات التنموية للجانبين ويدفع تقدم علاقة الشراكة الاستراتيجية بين الصين والدول العربية في العصر الجديد.