تعليق ((شينخوا)): الكشف عن حقائق الدفاع المشترك بين واشنطن وحلفائها

الناشر:汪倩

تاريخ النشر:
2024-04-16

بكين 16 أبريل 2024 (شينخوا) زعمت واشنطن مؤخرا أن أي هجوم على الطائرات أو السفن أو القوات المسلحة الفلبينية في بحر الصين الجنوبي سيستدعي تطبيق معاهدة الدفاع المشترك المبرمة بين الولايات المتحدة والفلبين.

وبينما يوحي مفهوم الولايات المتحدة للدفاع المشترك بأنه يحمي حليفا، إلا أنه في الواقع يعد بمثابة ضمان أمني من قوة مهيمنة إلى تابعتها، لتشجعها بذلك على الانخراط في سلوك عدواني.

وتفتقر واشنطن وحلفاؤها إلى المصالح المشتركة المشروعة للدفاع عنها معا. وبدلا من ذلك، غالبا ما تستغل واشنطن اتفاقيات الدفاع المشترك لتحقيق دوافع خفية، وتنتهك بشكل جماعي مصالح الدول الأخرى.

وتشكل منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) مثالا صارخا على ذلك. وبتسمية نفسها منظمة إقليمية ودفاعية، فالكتلة، التي شكلتها واشنطن لمواجهة الاتحاد السوفيتي، لم يتم حلها في نهاية الحرب الباردة.

وبدلا من ذلك، قامت بإثارة صراعات عالمية. من البلقان إلى أفغانستان، ومن العراق إلى ليبيا، وسوريا وما وراءها، خلفت أعمال الناتو أثرا مستمرا من الدمار.

لقد فشل حلفاء واشنطن في الحصول على أمن حقيقي من خلال الدفاع المشترك مع الولايات المتحدة. يمكن أن تُعزى الأزمة الأوكرانية الجارية بشكل مباشر إلى توسع الناتو المتواصل شرقا، والذي ضغط على المجال الإستراتيجي لروسيا. ومن الأمثلة الأخرى التوترات المتصاعدة في شبه الجزيرة الكورية وفي بحر الصين الجنوبي.

لماذا ثمة العديد من الصراعات؟ يتعلق الأمر بالدوافع الأمريكية. فالشاغل الرئيسي لواشنطن ليس أمن حلفائها بل خلق التبعية بدلا من ذلك. وللحفاظ على هيمنتها والسعي لتحقيق الأمن المطلق، فإن واشنطن مستعدة للتضحية بالمصالح الأمنية لحلفائها دون تردد، ودفعهم إلى واجهة الصراعات.

في نظام التحالف الخاص بالولايات المتحدة، يحدد عدم تناسق القوة أن ما يسمى بالدفاع المشترك لا يمكن أن يستند إلا إلى خيارات الولايات المتحدة. ومن غير المؤكد تماما ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة أو راغبة في الوفاء بالتزاماتها الدفاعية تجاه حلفائها.

في مايو 2017، لم يجدد الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب تأكيده على الالتزام بالمادة 5 من معاهدة شمال الأطلسي، التي تتعلق بالدفاع الجماعي، خلال خطابه في قمة الناتو. وهذا يخالف موقف الرؤساء الأمريكيين السابقين بشأن هذه القضية منذ تأسيس الحلف. وأدى ذلك أيضا إلى بقاء العديد من الحلفاء قلقين بشأن التزامات الولايات المتحدة وغير راضين عن هيمنتها.

وفي الوقت نفسه، فإن التزامات الولايات المتحدة الدفاعية تكبد حلفائها تكاليف كبيرة. ليس المطلوب منهم فقط السماح بنشر القوات الأمريكية وبناء قواعد عسكرية على أراضيهم، وإنما يجب عليهم أيضا تحمل عبء التزامات مالية كبيرة نظيرا لهذه الجهود.

علاوة على ذلك، عادة ما تنطوي التحالفات العسكرية مع الولايات المتحدة على مبيعات كبيرة للأسلحة ونقل التكنولوجيا، مما يجعل المجمع الصناعي العسكري الأمريكي رابحا بشكل مفرط.

والأسوأ من ذلك، كان على هؤلاء الحلفاء تحمل التلاشي التدريجي لسيادتهم واستقلاليتهم للحفاظ على تحالفهم مع واشنطن.

ولاحظ المحلل السياسي البريطاني إيان مارتن، وهو مصيب في ذلك، أن الولايات المتحدة غالبا ما تعمل وفق مصالحها الخاصة. هذا الواقع مؤسف لحلفائها. هذا يعني أنهم يعيشون في ظل إمبراطورية.