مقالة خاصة: مبادرتا الصين بشأن التنمية والأمن تصبان في صالح السلام والرخاء العالميين

الناشر:汪倩

تاريخ النشر:
2022-10-21

مع افتتاح المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني يوم الأحد، يولي العالم اهتماما وثيقا ببرامج العمل والسياسات الشاملة التي ستتم صياغتها خلال هذا الحدث الذي يشكل علامة فارقة.

لدى تقديمه تقريرا رئيسيا إلى مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني، قال شي جين بينغ إن الصين ملتزمة دائما بأهداف سياستها الخارجية المتمثلة في دعم السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، وأكد مجددا التزام البلاد بتعزيز بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.

وذكر أن العالم وصل إلى مفترق طرق في مسيرة تاريخية مرة أخرى، حيث يتوقف اتجاه سيره على خيار شعوب دول العالم.

في مواجهة الرياح المعاكسة الناجمة عن انتكاسات العولمة الاقتصادية، وجائحة كوفيد-19، واندلاع الصراعات الإقليمية، هناك حاجة ماسة إلى بذل جهود عالمية مشتركة لمعالجة العجز المتزايد في السلام والتنمية والثقة والحوكمة. وعلى هذه الخلفية، اقترح شي مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي.

وقد لاقت هاتان المبادرتان، اللتان تقدمان الحكمة الصينية للمجتمع البشري الذي يقف على مفترق طرق، ترحيبا من المجتمع الدولي.

-- تجسير الفجوات التنموية

تأتي التنمية في صدارة جدول أعمال الحوكمة وتمثل الموضوع الأبدي للمجتمع البشري.

تهدف مبادرة التنمية العالمية، التي تجسد رؤية شي العالمية وفلسفته المتمحورة حول الشعب، إلى تركيز الاهتمام العالمي على التنمية، وتعزيز الشراكة العالمية من أجل التنمية، وتحقيق تنمية عالمية أكثر قوة وأكثر اخضرارا وأكثر توازنا.

وتهدف (المبادرة)، في استجابتها لعجز التنمية، إلى التغلب على التحديات الناجمة عن الجائحة وتسريع تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.

وقد قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن مبادرة التنمية العالمية الشاملة هي مساهمة قيمة في التصدي للتحديات المشتركة وتسريع الانتقال إلى مستقبل أكثر استدامة وشمولا.

ومن خلال وضعها الشعب في بؤرة الاهتمام، فإن أحد المساعي الأساسية للمبادرة يتمثل في تلبية تطلعات الناس في جميع أنحاء العالم إلى حياة أفضل وتحقيق القيم المشتركة للبشرية.

وتحقيقا لهذه الغاية، تعمل الصين على ترجمة أقوالها إلى أفعال.

في يناير، أطلقت الصين مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية في الأمم المتحدة، وانضمت إليها أكثر من 60 دولة. وفي الشهر نفسه، أطلقت الصين المرحلة الثالثة من الصندوق الاستئماني للتعاون جنوب-جنوب بين منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والصين بقيمة إجمالية قدرها 50 مليون دولار أمريكي، وهو ما يوفر موارد كبيرة للتعاون الدولي في مجال الحد من الفقر وتحقيق الأمن الغذائي.

وفي فبراير، اُفتتح مركز التعاون في مجال العمل المناخي بين الصين والدول الجزرية بالمحيط الهادئ لدعم البلدان المعنية في تعزيز قدرتها على مواجهة تغير المناخ.

وقد قال فهد المنيعي، باحث في مركز البحوث والتواصل المعرفي السعودي، إن مبادرة التنمية العالمية تعد بمثابة تعبئة مجددة للتعاون التنموي في العالم، وتأكيد مجدد على مفهوم وضع الشعب فوق كل الاعتبارات.

-- الأمن المشترك

لقد استشهد شي ذات مرة بمثل أوزبكي يقول تنعم البلاد بالرخاء مع بلوغ السلام، وتخرج الأرض ثمارها مع هطول المطر.

العالم اليوم ليس مكانا يعمه السلام. والتنافس بين مجموعتين من الخيارات السياساتية -- الوحدة أو الانقسام، والتعاون أو المواجهة -- يزداد حدة.

يرى شي أن البشرية مجتمع أمني غير قابل للتجزئة، حيث اقترح مبادرة الأمن العالمي لخلق مسار جديد للأمن يتسم بالسعي إلى الحوار بدلا من المواجهة، وإلى الشراكة بدلا من التحالف، وإلى الكسب المشترك بدلا من المحصلة الصفرية.

وفي هذا الصدد، قال ديفيد مونياي، مدير مركز الدراسات الأفريقية الصينية في جامعة جوهانسبرغ، إن مبادرة الأمن العالمي، التي تؤكد على الحاجة إلى أمن مشترك وشامل وتعاوني ومستدام، توفر الفلسفة التوجيهية الصحيحة لضمان إحلال السلام والأمن العالميين.

وأضاف مونياي أن مبادرة الأمن العالمي التي اقترحتها الصين هامة لأنها تأتي في وقت حاسم يكافح فيه العالم للتعامل مع أزمات متعددة.

وذكر سيرغي لوكونين، رئيس قسم شؤون السياسة والاقتصاد الصينية في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أن المبادرة يمكن أن تقدم بالتأكيد اتجاهات جديدة إضافية للتنمية السلمية للعالم بأسره.

أما جوزيف ماثيوز، الأستاذ البارز في جامعة بيلتي الدولية في بنوم بنه، فقال تحدوني الثقة بأن مبادرة الأمن العالمي ستساعد في بناء مجتمع آمن عالمي غير قابل للتجزئة وعادل ومنصف.

-- الحلول الصينية

وكما قال شي، لا يمكن أن تكون هناك تنمية حقيقية إلا عندما تتطور البلدان معا. ولا يمكن أن يكون هناك ازدهار حقيقي إلا عندما تزدهر البلدان معا.

إن الصين، باعتبارها من بناة السلام العالمي ومن المساهمين في التنمية العالمية ومن حماة النظام الدولي ومن مقدمي المنافع العامة، تلتزم بتعزيز تنميتها وتنمية العالم بأسره.

وذكر شي أن الصين ستواصل اتباع المسار الصيني نحو التحديث لتحقيق نهضة الأمة الصينية، وستواصل دفع بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.

وأشار إلى أنه من خلال القيام بذلك، سنخلق فرصا جديدة للعالم مع أوجه تقدم جديدة في تنمية الصين وسنساهم برؤيتنا وقوتنا في السلام والتنمية العالميين وتقدم البشرية.

ولدى تعليقه على المبادرتين المهمتين، قال سودهيندرا كولكارني، الرئيس السابق لمؤسسة أوبزرفر للأبحاث ومقرها مومباي، إن مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي اللتين طرحتهما الصين لهما فائدة كبيرة للمجتمع الدولي.

وذكر السفير الجزائري لدى الصين حسن رابحي أن هاتين المبادرتين نبيلتان لأنهما تصبان في صالح البشرية جمعاء وتسعيان إلى أن تكون هناك مساهمات من جميع البلدان بهدف الحفاظ على السلام والاستقرار في العالم والعمل معا لتحقيق المصلحة المشتركة.

وفي عالم شديد الاعتمادية على بعضه البعض حيث تشكل التهديدات غير التقليدية تحديا أكبر، لا يمكن للبلدان تعزيز السلام والحفاظ على مكاسب التنمية إلا من خلال التنمية والتعاون المشتركين، هكذا قال برامود جايسوال مدير البحوث في المعهد النيبالي للتعاون والانخراط الدوليين.

ولذلك، فإن رؤية الصين المتمثلة في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية تستحق التقدير على نحو خاص، هكذا رأى جايسوال، معربا عن ثقته بأن الصين ستظل تلعب دورا حاسما وستشجع على المزيد من المشاركة في هذه المسألة.

المصدر: وكالة  شينخوا